في عرض جديد للقوة والحزم، دعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون قواته المسلحة إلى تحقيق “طفرة” في الاستعداد للحرب، مشددًا على ضرورة رفع الجاهزية العسكرية إلى أقصى درجاتها. جاءت دعوته خلال إشرافه المباشر على مناورات جوية نفذتها الفرقة الجوية الأولى، شملت تدريبات على الضربات الجوية والدفاع الجوي، في مشهد أراد له أن يكون رسالة صريحة للخصوم: بيونغ يانغ جاهزة لأي مواجهة.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن المناورات العسكرية انطلقت يوم الخميس 15 مايو. وخلال زيارته للمطار العسكري، هتف الطيارون لكيم جونغ أون، في مشهد دعائي حرص التلفزيون الرسمي على بثه. ويأتي هذا الظهور ضمن سلسلة تحركات إعلامية تهدف إلى إبراز سيطرة الزعيم الكوري على المؤسسة العسكرية ورفع معنويات الجنود.
استعراض للقوة الجوية وتصعيد عسكري متواصل
كما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية تفاصيل الزيارة، وأوضحت أن التدريبات أظهرت طائرة من طراز ميغ-29 وهي تطلق صاروخًا، رجّح الخبراء أنه نسخة محلية من صاروخ جو-جو روسي الصنع. ويأتي هذا التطور العسكري ضمن سلسلة خطوات تصعيدية نفذها كيم خلال مايو الجاري. كما أشرف بنفسه على تجارب صاروخية، وزار مصانع دبابات وذخائر، بالإضافة إلى قيادته تدريبات للوحدات الخاصة وأخرى لإطلاق نيران الدبابات.
تأكيد التحالف مع موسكو في ظل التوتر مع واشنطن
ولم تغب السياسة عن المشهد، إذ زار كيم السفارة الروسية في بيونغ يانغ في خطوة نادرة، مؤكدًا مجددًا تحالف بلاده الوثيق مع موسكو، في ظل تصاعد التوترات مع واشنطن.
رد غاضب على التصنيف الأميركي
على الجانب الآخر، ردت كوريا الشمالية بغضب على استمرار إدراجها ضمن القائمة السوداء الأميركية للدول غير المتعاونة في مكافحة الإرهاب، وهي قائمة ترافقها منذ 1997. واعتبرت الخارجية الكورية الشمالية هذا التصنيف “استفزازًا عدائيًا”، مشيرة إلى أنه يُفاقم العداء مع الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن المتحدث باسم الخارجية قوله إن “كلما كثفت الولايات المتحدة استفزازاتها لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بأفعال خبيثة غير ضرورية وغير مجدية، ازداد تصاعد العداء المستعصي على الحل بين البلدين”.
تهديد باتخاذ إجراءات ضد واشنطن
من جانبه، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية على أن بيونغ يانغ لن تقف مكتوفة الأيدي. وأوضح أن بلاده ستتخذ “إجراءات فعالة ومناسبة” ردًا على ما وصفه بـ”الأفعال الخبيثة وغير المجدية” من جانب واشنطن. وبهذا التصريح، وجّهت كوريا الشمالية تحذيرًا واضحًا، يعكس نيتها في الرد بقوة على ما تعتبره استفزازات أميركية متكررة.
رسائل الردع وإعادة خلط أوراق الأمن الإقليمي
في ظل هذا التصعيد الميداني والسياسي، تظهر كوريا الشمالية عازمة على تقوية موقفها التفاوضي. فهي تلجأ إلى استعراض القوة، بهدف توجيه رسائل ردع واضحة. في الوقت نفسه، تهدف لإعادة ترتيب موازين الأمن في شرق آسيا. ويأتي ذلك بينما يشهد العالم توترًا متصاعدًا بين القوى العظمى، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.