منذ فجر الجمعة، تصاعدت وتيرة المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث استُشهد 120 فلسطينياً وأصيب أكثر من 200 آخرين، في تصعيد دموي يواكب بدء المرحلة الجديدة من العملية العسكرية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “عربات جدعون”.
قصف شمال غزة واستهداف المدنيين
ففي شمال القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال منزلاً في منطقة تل الزعتر، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، نقلوا إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا. وفي محيط برج الأندلس شمال غرب غزة، سقط عدد من الجرحى، أحدهم حالته حرجة، جراء قصف عنيف استهدف المدنيين.
استهداف جوي جنوب القطاع
أما جنوباً، فاستهدفت المسيرات الإسرائيلية منطقة معن شرقي خان يونس، مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة أربعة. قصف جيش الاحتلال بلدة بني سهيلا وقتل ستة فلسطينيين خلال الهجوم. وبعد ساعات قليلة، استهدف خيمة للنازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ما أدى إلى إصابة عدد جديد من المدنيين.
إعلان احتلال مناطق جديدة في غزة
ويُعد هذا التصعيد جزءًا من حملة عسكرية أوسع أعلن عنها جيش الاحتلال صباح السبت. ووفق تصريحه، انتقل الجيش إلى مرحلة جديدة تتمثل في “احتلال مناطق جديدة” داخل غزة. ويبرر الاحتلال هذا التوسع بهدف تحقيق ما يسميه “أهداف الحرب”، والتي تتضمن تفكيك حركة حماس وتحرير المحتجزين. ومن اللافت أن هذه المرحلة تأتي في ظل تصعيد غير مسبوق، يعكس نوايا ميدانية تتجاوز الأهداف العسكرية المعلنة.
دلالات اسم “عربات جدعون”
عملية “عربات جدعون”، التي وافق عليها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر مطلع مايو، تحمل دلالات تاريخية ودينية، إذ سبق أن استخدمت إسرائيل اسم “جدعون” في عمليات نكبة 1948 لطرد الفلسطينيين من بيسان. ووفق هيئة البث العبرية، فإن الخطة الحالية تستهدف “إجلاء سكان غزة بالكامل” من مناطق القتال، وبقاء الجيش في أي منطقة يحتلها.
دعم أميركي وتوقيت قاتل
المفارقة المأساوية، أن توسع العمليات جاء مباشرة بعد مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنطقة، في ظل دعم أميركي لا محدود. وخلال جولته وحدها، قُتل 378 فلسطينياً، أربعة أضعاف ما سُجل في الأيام التي سبقتها.
حصيلة دامية منذ السابع من أكتوبر
منذ 7 أكتوبر، تتوالى آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل كارثي. فقد أسفرت العمليات العسكرية عن سقوط نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، في حصيلة صادمة يتصدرها الأطفال والنساء. وفي ظل هذا التصعيد المستمر، تتصاعد الاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ممنهجة ضد السكان المدنيين، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن الوضع الإنساني في القطاع.