في أجواء متوترة يسيطر عليها ترقب داخلي وضغوط دولية متزايدة، يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعًا حاسمًا اليوم، قد يُحدد مستقبل المفاوضات مع حركة حماس. على طاولة النقاش: صفقة تبادل الأسرى، ووقف محتمل لإطلاق النار في غزة، وسط مؤشرات على انفراجة جزئية يقابلها تمسك كل طرف بشروطه.
ضغوط غربية لدفع الاتفاق ورفض حماس للصفقات الجزئية
الصحف الإسرائيلية، وعلى رأسها “يديعوت أحرونوت”، كشفت أن المفاوضات تشهد ضغوطًا مكثفة من العواصم الغربية، خصوصًا واشنطن، لدفع الطرفين نحو اتفاق. في المقابل، تؤكد حماس أن زمن الصفقات المجتزأة قد انتهى، مطالبة بوقف شامل للحرب مقابل إطلاق الأسرى.
نتنياهو يصر على شروطه وسط تحذيرات داخلية
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بحسب مصادر مطلعة، يُصر على استعادة الأسرى دون تقديم تنازلات ميدانية. كما أنه يرى في استمرار الحرب وسيلة للضغط، رغم تحذيرات من داخل الحكومة ومن الشارع الإسرائيلي من أن الوقت ينفد.
وفد إسرائيلي محدود الصلاحيات ومفاوضات بلا شروط مسبقة
اللافت أن الوفد الإسرائيلي في الدوحة لا يحمل صلاحيات حاسمة، ما يعكس ترددًا أو مراوغة سياسية. وكانت قد كشفت قناة “كان” أن الجانبين وافقا على مفاوضات دون شروط مسبقة. وأشار موقع “والا” الإخباري إلى وجود تقدم في المفاوضات، لكنه لا يزال هشًا. وقد أكد مسؤولون أميركيون أن الأمر قد يحتاج عدة أيام لتتضح نتيجته.
احتجاجات شعبية في الداخل الإسرائيلي ضد استمرار الحرب
في الداخل الإسرائيلي، يشتد الغضب الشعبي. آلاف المتظاهرين خرجوا في تل أبيب مطالبين بوقف الحرب وإعادة الأسرى، واتهموا نتنياهو باستخدام الأزمة لمآرب سياسية. وتعرض بعضهم لاعتداءات من أنصار الحكومة، ما فاقم التوتر.
الموقف الأميركي: تفكيك حماس شرط لإنهاء الحرب
وفي المقابل، تؤكد واشنطن على لسان وزير خارجيتها ماركو روبيو استمرار جهودها الدبلوماسية، لكنها تربط نهاية الحرب بتفكيك حماس، وهو ما ترفضه الأخيرة بشكل قاطع، مؤكدة أنها ليست العائق أمام التوصل لاتفاق. روبيو شدد على أن بلاده تبذل كل ما في وسعها لإنهاء الصراع، لكن لا سلام في غزة بوجود حماس المسلحة.
ساعات حاسمة أمام مصير مجهول
في ظل هذا المشهد المعقد، يقف الجميع أمام سؤال مصيري: هل تحمل الساعات المقبلة بارقة أمل، أم تقود المنطقة نحو جولة جديدة من الدمار؟ خاصة أن إسرائيل كثفت من قصفها لغزة خلال الأيام الأخيرة، تزامنًا مع استمرار المفاوضات وزيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة.