في تطور دراماتيكي جديد للحرب الروسية الأوكرانية، شهدت العاصمة كييف تصعيدًا روسيًا واسع النطاق فجر اليوم الأحد، بعدما شنت موسكو هجوماً هو الأضخم بطائرات مسيّرة منذ اندلاع النزاع. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 88 مسيّرة من أصل 273 طائرة هجومية أطلقتها روسيا، مؤكدة أن هذا الهجوم غير المسبوق تجاوز الرقم القياسي السابق المُسجّل في فبراير الماضي.
تصعيد خطير باستخدام طائرات “شاهد” المفخخة
الهجوم الروسي، الذي استخدم فيه مزيجاً من طائرات “شاهد” المفخخة وأخرى وهمية، استهدف بشكل رئيسي منطقة كييف، ما شكّل تصعيداً خطيراً في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وأضاف سلاح الجو الأوكراني أن 128 مسيّرة أخرى فُقدت خلال الهجوم دون أن تسفر عن عواقب سلبية.
بوتين: “نهدف إلى القضاء على أسباب الأزمة”
يأتي ذلك بينما شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن هدف موسكو هو “القضاء على أسباب الأزمة” وضمان أمن روسيا. وأوضح خلال مقابلة مع التلفزيون العام أن بلاده تسعى إلى “توفير الشروط اللازمة لسلام مستدام” وتأمين الدولة الروسية على المدى الطويل.
اتصالات أمريكية مرتقبة لوقف “حمام الدم”
في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتصالات مرتقبة مع كل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم غد الاثنين. وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال” أن المحادثات تهدف إلى وقف “حمام الدم” الذي يودي بحياة أكثر من 5 آلاف جندي أسبوعياً من الجانبين، مؤكداً أن وقف إطلاق النار سيكون أحد المواضيع الرئيسية.
وأشار ترامب إلى أنه سيتحدث مع بوتين في العاشرة من صباح الاثنين بتوقيت واشنطن، ثم يتبع ذلك اتصال مع زيلينسكي وقادة دول حلف الناتو، آملاً أن يكون يوم الاثنين “مثمراً” تمهيداً لوقف دائم للحرب.
محادثات مباشرة بين موسكو وكييف في تركيا
ويأتي الإعلان عن هذه الاتصالات بعد جولة محادثات مباشرة غير مسبوقة منذ عام 2022 بين موسكو وكييف جرت في تركيا، رغم أنها لم تفضِ سوى لاتفاق مبدئي على تبادل ألف أسير من كل طرف، وسط رفض الكرملين الكشف عن تفاصيل الشروط الروسية. وقد استغرقت المحادثات نحو ساعة وأربعين دقيقة، وقال مسؤول أوكراني لوكالة رويترز إن المفاوضين الروس طالبوا بانسحاب القوات الأوكرانية من المناطق المتنازع عليها كشرط لوقف إطلاق النار.
تحركات دولية لدعم أوكرانيا وإنهاء الحرب
سياسياً، تتزايد التحركات الدولية لإنهاء الحرب، إذ التقى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الرئيس زيلينسكي في روما، مجدداً دعم بلاده الثابت لأوكرانيا، مشدداً على أن “لا سلام دون مشاركة أوكرانيا”. وقد جاء اللقاء على هامش قداس تنصيب البابا ليو في الفاتيكان.
ترقب عالمي لنتائج الاتصالات ومحاولات السلام
في ظل هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي، تترقب العواصم العالمية نتائج الاتصالات المقبلة، وسط آمال خافتة بفتح نافذة حقيقية للسلام في واحدة من أكثر الحروب دموية في العصر الحديث.