في يوم جديد دامٍ، شهد قطاع غزة مجزرة مروعة أسفرت عن استشهاد 125 فلسطينياً منذ فجر اليوم، في سلسلة غارات إسرائيلية طالت الأحياء السكنية والمرافق الصحية على حد سواء. المشهد في غزة بات يُرسم بالدم والدخان، وسط تصاعد هستيري في وتيرة القصف وتعمّد واضح لاستهداف المستشفيات.
استهداف مباشر للمدنيين والأحياء السكنية
ذكرت مصادر طبية أن 55 شهيدًا سقطوا في مدينة غزة ومحيطها الشمالي، بينما دمرت الغارات منازل في الصفطاوي وجباليا وأبادت عائلات بأكملها. وفي جباليا النزلة، دمرت الطائرات الإسرائيلية منزلين لعائلتي مقاط ونصر، ما أدى إلى استشهاد 20 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال.
قصف بيت لاهيا وتل الزعتر يزيد من حجم الكارثة
العدوان لم يستثنِ بيت لاهيا، حيث استُهدف منزل لعائلة البراوي، فاستشهد 7 وأصيب آخرون. وفي الوقت ذاته، كثّفت قوات الاحتلال، غاراتها الجوية وقصفَها المدفعي على منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين نتيجة قصف منزل في محيط مستشفى العودة. كما تسبب القصف في تدمير ما تبقى من منازل المواطنين في المنطقة، وتسبب في أضرار جسيمة داخل مستشفى العودة.
المستشفيات في مرمى النيران الإسرائيلية
وفي الوقت الذي تحولت فيه غزة إلى مدينة من الرماد، كثفت قوات الاحتلال تصعيدها الخطير وواصلت استهداف المستشفيات بشكل ممنهج. وزارة الصحة الفلسطينية أكدت أن المستشفى الإندونيسي محاصر منذ ساعات الفجر، في تكرار لمشهد إخراج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة قبل أيام. المستشفى أصبح هدفاً مباشراً، حيث أطلق جنود الاحتلال النيران على قسم العناية المكثفة، وأصابوا مرضى حاولوا الفرار من أهوال القصف.
وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى إصابة اثنين من المرضى أثناء محاولتهم الخروج من المستشفى، مؤكدة أن محاصرة المستشفى تمنع وصول المصابين مع تزايد ما يتعرض له شمال قطاع غزة من مجازر. ولفتت إلى أن الاحتلال كثف حملته الممنهجة لاستهداف المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، مناشدا الجهات المعنية التدخل لتوفير الحماية.
شهادات من داخل المستشفى الإندونيسي
أوضح مدير المستشفى الإندونيسي أن الوضع بات كارثيًا. وأكد أن المستشفى فقد قدرته على تقديم أي خدمات طبية. كما تساءل بمرارة عن سبب استهداف منشأة طبية لا تضم سوى الجرحى والمرضى. وأضاف أن القصف المتكرر حول المستشفى خلق حالة من الذعر والشلل، مما فاقم الأزمة الصحية بشكل غير مسبوق.
نداءات استغاثة في ظل انهيار النظام الصحي
قوات الاحتلال تستهدف المستشفيات، وتقتل المرضى، وتحاصر الطواقم الطبية. نداءات استغاثة أطلقتها وزارة الصحة والمستشفى المعمداني للتبرع بالدم، في وقتٍ باتت فيه حياة الجرحى على المحك. غزة تنزف، والعالم مطالب بأن يصحو قبل أن يُمحى ما تبقى من الإنسانية.