يحلم الكثيرون بالسفر إلى المريخ، لكن إيلون ماسك يريد أكثر من ذلك. هدفه هو بناء حياة بشرية على كوكب المريخ، وجعلها حقيقة بحلول عام 2029. من ناحية أخرى، ترى ناسا أن هذا الهدف لا يزال بعيدًا، وقد يكون ممكنًا فقط بحلول عام 2040.
في هذا المقال، نستعرض أبرز التحديات العلمية والتقنية التي تواجه هذا الحلم، ونكشف رؤية ماسك وناسا حول مستقبل الحياة خارج كوكب الأرض.
رؤية ماسك: كوكب المريخ ملاذ للبشرية
يرى إيلون ماسك أن المريخ يمكن أن يكون خطة بديلة لإنقاذ البشرية. فالأرض معرضة لكوارث طبيعية وحروب مدمرة، بينما يوفر المريخ فرصة لبداية جديدة. أما العلماء، فهم مهتمون بالمريخ لأنه يشبه الأرض قديمًا.
“إذا كانت الحياة تتشكل طبيعيًا في ظروف مناسبة، فمن المنطقي أنها ظهرت على المريخ أيضًا”، كما يقول الدكتور روبرت زوبرين، رئيس جمعية المريخ.
لماذا المريخ؟ إجابة العلماء
يرى العلماء في المريخ مفتاحًا لفهم أصول الحياة في الكون. يوضح روبرت زوبرين، رئيس “جمعية المريخ”، أن الأرض والمريخ كانا متشابهين في الماضي. كلاهما كان يملك مياهًا سائلة وغلافًا جويًا غنيًا بثاني أكسيد الكربون. لذلك، إن كانت الحياة تنشأ طبيعيًا من ظروف كيميائية مناسبة، فمن المحتمل أنها ظهرت على المريخ أيضًا.
هل السفر إلى المريخ ممكن فعلًا؟
رغم هذا الحماس الكبير نحو استكشاف المريخ، إلا أن نقل البشر إلى الكوكب الأحمر لا يزال يواجه تحديات ضخمة ومعقدة. من أبرزها، الحاجة إلى الهبوط بدقة وأمان على سطح المريخ، وهي مهمة لم تنجح بها أي مركبة مأهولة من قبل. بالإضافة إلى ذلك، يمثل التعرض للإشعاعات الفضائية القوية خطرًا كبيرًا على صحة الرواد خلال الرحلة الطويلة. ومن جهة أخرى، يجب تطوير أنظمة دعم حياة موثوقة توفر الهواء والماء والطعام لفترات ممتدة، في بيئة لا ترحم. كما أن تحسين قدرات الدفع الفضائي ضروري لتقليص زمن الرحلة والمسافات الهائلة بين الكوكبين.
وفي هذا السياق، شدد أميت كشاتريا، المسؤول في برنامج “من القمر إلى المريخ” التابع لناسا، على أن “جميع هذه الجوانب تحتاج إلى تطوير كبير”، مؤكدًا أن الموثوقية يجب أن تكون عالية جدًا، ولا مجال لأي خطأ.
صاروخ ستارشيب: أمل ماسك في غزو الفضاء
يعتمد ماسك على صاروخ ستارشيب، وهو أقوى صاروخ تم بناؤه على الإطلاق. في مارس الماضي، أجرت سبيس إكس تجربته الثامنة، حيث نجحت في استرجاع المعزز الأرضي، لكن المركبة انفجرت لاحقًا. ورغم الحادث، تُواصل الشركة الاختبارات. ومن المتوقع أن تُنفذ الرحلة التالية قريبًا في محاولة لتجاوز هذه الإخفاقات.
الحياة على المريخ: محاكاة واقعية في صحراء يوتا
وقد زار فريق من قناة CNBC محطة أبحاث المريخ الصحراوية في ولاية يوتا الأمريكية، والتي تحاكي الظروف القاسية على سطح الكوكب الأحمر. وتحدث الفريق مع خبراء حول أبرز التحديات المتبقية، بدءًا من توفير الغذاء والماء، وصولًا إلى بناء مجتمعات قابلة للاستدامة.
في النهاية، يظل حلم الوصول إلى المريخ أكثر من مجرد طموح علمي؛ إنه رهان على مستقبل البشرية. وبينما يقود إيلون ماسك هذا السباق بخطط جريئة ومواعيد طموحة، تسير ناسا بخطى أكثر تحفظًا، لكنها مدعومة بخبرة طويلة في استكشاف الفضاء. ورغم التحديات المعقدة، فإن التقدم المستمر في تقنيات الفضاء، والطموح المشترك بين الدول والشركات، يُقربنا أكثر من يوم قد يصبح فيه المريخ موطنًا ثانيًا للبشر. السؤال لم يعد: هل سنصل؟ بل: متى وكيف؟