في خطوة تعكس ريادتها في مجال الأمن الرقمي، أعلن مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات عن إطلاق أول إرشادات وطنية للأمن السيبراني للطائرات المسيرة (الدرونز) على مستوى الدولة. ويمثل هذا التطور إنجازًا مهمًا نحو تأمين المجال الجوي الوطني من التهديدات السيبرانية المتصاعدة.
تعاون إستراتيجي لتعزيز البنية التحتية الرقمية
جاءت هذه المبادرة ثمرة شراكة بين مجلس الأمن السيبراني وشركة Digital Reach المتخصصة في الأمن السيبراني والتحول الرقمي، التابعة لمجموعة Reach، بالتعاون مع شركة Shieldworkz المتخصصة في أمن التقنيات التشغيلية وإنترنت الأشياء والطائرات المسيّرة.
تهدف هذه الشراكة إلى تطوير معايير فعالة تضمن استخدامًا آمنًا للتقنيات الناشئة، وفي مقدمتها الدرونز، ضمن إطار تنظيمي يتماشى مع رؤية الإمارات للتحول الرقمي.
دعم استباقي لحماية المجال السيبراني والجوي
أكد الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، أن هذه الإرشادات تُظهر استباقية الإمارات في التصدي للمخاطر المحتملة. وأوضح أن استخدام الطائرات المسيّرة يشهد تزايدًا مستمرًا في قطاعات متعددة، مثل الزراعة، والخدمات اللوجستية، والرصد البيئي. لذلك، يبرز الاحتياج إلى إطار أمني واضح. كما تعد الوقاية من التهديدات الإلكترونية أمرًا أساسيًا. ومن هنا، تأتي أهمية تطوير منظومة سيبرانية تحمي هذه التقنيات وتضمن تشغيلها الآمن.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من هذه الإرشادات يتمثل في حماية المجال الجوي الوطني من أي تهديدات محتملة. كما تهدف إلى تأمين البيانات الحساسة، وضمان استمرارية العمليات الحيوية دون انقطاع. ومن جهة أخرى، تعتمد هذه الإرشادات على أفضل الممارسات العالمية، ما يعزز فاعليتها ويضمن توافقها مع التطورات التقنية الحديثة.
التزام قطاع الأعمال بتأمين التقنيات الناشئة
من جانبه، شدد مالك ملحم، الرئيس التنفيذي لمجموعة Reach، على أهمية التعاون مع الجهات الحكومية لتعزيز الأمن السيبراني الوطني. وأكد أن هذه المبادرة ترفع مستوى الجاهزية، وتوفر حلولًا قابلة للتوسع لحماية الدرونز.
كما أشار محمد خالد، نائب رئيس النمو والتحول المؤسسي في المجموعة، إلى أن تطوير هذه الإرشادات يعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي لتأمين التقنيات المتقدمة. واعتبر أن المبادرة تمثل نقلة نوعية في مجال الابتكار الآمن.
معايير إقليمية جديدة في أمن الطائرات المسيّرة
في النهاية، تُعد هذه الإرشادات جزءًا من رؤية الإمارات لبناء منظومة أمن سيبراني متكاملة ومستدامة. فهي لا تقتصر على المعايير الحالية، بل تنظر إلى المستقبل من خلال دمج التقنيات الحديثة ضمن بيئة آمنة تواكب التحول الرقمي السريع.
هذا الإطار الجديد يُشكل نموذجًا يُحتذى به في المنطقة والعالم، حيث يسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز إقليمي وعالمي في تأمين الأنظمة الجوية غير المأهولة.