في تطور لافت يعكس اهتمام الحكومة السورية الجديدة بملفات مواطنيها في الخارج، أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن التوصل إلى خطوات عملية لإنهاء معاناة السوريين المحتجزين في سجن رومية اللبناني، الذي يُعد من أكثر السجون اكتظاظًا وسوءًا في الشرق الأوسط.
لقاء مع الحكومة اللبنانية لإطلاق إجراءات ملموسة
وفي منشور رسمي عبر منصة “إكس”، أوضح الشيباني أنه أجرى لقاءً مع رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، بحث خلاله سبل التسريع في معالجة أوضاع المعتقلين السوريين، وجرى التوافق على البدء بإجراءات ملموسة تفضي إلى تخفيف معاناة هؤلاء السجناء. ولم يُحدد مكان اللقاء رسميًا، لكن الشيباني شدد على أن الاتفاق تضمن خطوات عملية ستُنفّذ قريبًا.
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: ناقشت مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أمس مسألة الموقوفين السوريين بسجن رومية
— جريدة الأخبار – Al-Akhbar (@AlakhbarNews) May 18, 2025
السوريون أولوية رغم التحديات المتبقية
وأكد الشيباني أن الحكومة السورية تعتبر هذا الملف أولوية قصوى، مشددًا على أن السوريين “سيبقون دائماً على رأس قائمة أولوياتنا، رغم ما خلفته الحرب من تداعيات معقدة”. ولفت إلى أن بعض هذه التداعيات قد تستمر، لكن التزام الدولة بحماية مواطنيها لن يتغير.
سجن رومية… اكتظاظ مزمن وظروف احتجاز قاسية
يقع سجن رومية شرق بيروت، ويُعد أكبر سجون لبنان. يتسع السجن لـ1500 نزيل فقط، لكن العدد الفعلي يتجاوز 4000. كما يضم السجن عددًا كبيرًا من السوريين، أوقفوا منذ سنوات. لم يُقدّموا إلى محاكمة، ولم تُوجّه إليهم تهم واضحة. لذلك، يعاني السجن من اكتظاظ حاد وظروف إنسانية صعبة. هذا الواقع المزري أثار موجة انتقادات حقوقية محلية ودولية، خاصة في ظل تقارير عن سوء المعاملة وظروف الاحتجاز القاسية.
مرحلة سياسية جديدة تعيد الأمل للسوريين
وتأتي هذه الخطوة في سياق التغيرات الجذرية التي شهدتها سوريا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين أطاحت فصائل سورية بالحكم البعثي، منهية 61 عامًا من قبضة حزب البعث، و53 عامًا من حكم عائلة الأسد، وهو ما أعاد الأمل لفئات واسعة من السوريين بعودة الدولة إلى أدوارها الوطنية، داخليًا وخارجيًا.
استعادة كرامة السوريين في الخارج
تحركات الشيباني قد تكون أولى ثمار هذه المرحلة الجديدة، التي تهدف لاستعادة كرامة المواطن السوري أينما كان، وتطوي فصول الإهمال والتجاهل التي لطالما لاحقت المغتربين والمعتقلين. لكن نجاح هذه الجهود سيظل مرهونًا بقدرة الحكومة على تنفيذ تعهداتها ومواجهة التحديات المعقدة بروح مسؤولة واستمرارية حقيقية.