تشهد الساحة الدولية تحركات دبلوماسية مكثفة قبيل الاتصال المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة جديدة لوقف نزيف الحرب الأوكرانية التي باتت تستنزف الجميع.
تصريحات أميركية وتفاؤل حذر
المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، أكد أن “المذبحة في أوكرانيا يجب أن تنتهي”، مشيراً إلى أن الاتصال بين ترامب وبوتين قد يكون “ناجحاً جداً” في ظل تقارب نسبي بين مواقف موسكو وكييف. تصريحات ويتكوف ترافقت مع جهود أوروبية محمومة لاستباق نتائج الاتصال وتعزيز فرص التوصل إلى هدنة.
تحرك أوروبي موحّد لدعم الهدنة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قاد اتصالات رفيعة مع ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، إضافة إلى المستشار الألماني فريدريش ميرتس، للتأكيد على ضرورة وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، وهو اقتراح يحظى بدعم أميركي وأوروبي.
ضغوط دبلوماسية قبل المحادثة الحاسمة
في هذا السياق، شدد ماكرون على ضرورة أن يبرهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن جديته في إنهاء الحرب عبر قبول وقف إطلاق النار بشكل غير مشروط. كما أجرى زيلينسكي مشاورات مع نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الأميركي لبحث سبل تصعيد الضغط على موسكو. وتم التأكيد على أن هذا المقترح للهدنة جاء بدعم مباشر من إدارة ترامب وبتوافق مع شركاء غربيين.
التهديد بالعقوبات مقابل التعنت الروسي
في الوقت ذاته، شدد القادة الأوروبيون على ضرورة استخدام العقوبات كأداة ضغط في حال لم تتجاوب روسيا بجدية مع محادثات السلام، وسط اتهامات لموسكو بالمماطلة، لاسيما بعد فشل المحادثات المباشرة الأخيرة مع كييف، والتي لم تستمر سوى ساعتين.
ترامب يخطط لجولة اتصالات موسعة
أما ترامب، فأعلن نيته التواصل مع بوتين، ثم مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة حلف الناتو، في إطار مساعيه لإيجاد مخرج للأزمة. وفي المقابل، يبدو بوتين واثقاً من قدرة قواته على التقدم الميداني، رغم خسائر الجيش الروسي، بحسب تقارير من مصادر مقربة من الكرملين، والتي أشارت إلى أن بوتين مستعد لحرب طويلة إذا تطلب الأمر.
رؤية غربية متشائمة حول نوايا موسكو
نقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر مطلعة أن بوتين يراهن على السيطرة الكاملة على أربع مناطق أوكرانية خلال الأشهر القادمة. وتشير هذه المصادر إلى أن موسكو تحاول المناورة سياسياً مع استمرار العمليات العسكرية، فيما عبّر مسؤولون أوروبيون عن شكوكهم في قدرة الجيش الروسي على تحقيق هذه الأهداف وسط خسائر متزايدة.
تصعيد ميداني يزيد التوتر قبل الاتصال
يُذكر أن هذا التصعيد يتزامن مع أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة شنّته روسيا على أوكرانيا منذ بداية الحرب في 2022، ما يزيد من تعقيد المشهد ويضع المحادثة المرتقبة بين ترامب وبوتين تحت مجهر الترقب الدولي.