تتسارع التحركات الدبلوماسية في كواليس الأزمة الغزية مع اقتراب محتمل لاتفاق طال انتظاره. فقد أعلن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر، أن مفاوضات الدوحة بين حركة حماس وإسرائيل تشهد تقدماً ملموساً، قائلاً: “نقترب أكثر فأكثر من التوصل إلى اتفاق في غزة”، مشدداً على انفتاح واشنطن تجاه أي عرض “مشروع” يشمل إطلاق سراح الرهائن.
تأكيد البيت الأبيض واستمرار دعم ترامب لإسرائيل
التصريحات جاءت متزامنة مع تأكيد البيت الأبيض على ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، في ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل. ومع ذلك، أعادت القناة 14 الإسرائيلية نقل موقف بولر الذي جدد التأكيد على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يغير موقفه، ولا يزال “يدعم إسرائيل والشعب اليهودي دون تردد”.
مواقف أميركية متشددة ورسائل مباشرة لحماس
من جانبها، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس ترامب يدفع باتجاه وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى، لافتة إلى أن واشنطن على تواصل مستمر مع طرفي النزاع. وأوضحت أن ترامب وجه رسالة مباشرة إلى حركة حماس تطالبها بالإفراج عن الرهائن كجزء أساسي من أي اتفاق ممكن.
إدانة أميركية للحرب ودعم لاستراتيجية ترامب
أما المبعوث الأميركي للمنطقة، ستيف ويتكوف، فقد اعتبر أن “الحرب التي تخوضها حماس وحزب الله والحوثيون منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 غير أخلاقية”، مشدداً على أن الإدارة الأميركية مصممة على تنفيذ رؤية ترامب “لاستعادة السلام”.
مرونة إسرائيلية تكتيكية في المفاوضات
وفي خطوة تعكس تغيراً تكتيكياً، أبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الوفد التفاوضي في الدوحة، سعياً لإظهار انفتاح تل أبيب على الحلول، وقطع الطريق على اتهامات العرقلة، رغم استمرار التباين حول مطلب حماس بإنهاء الحرب بشكل كامل. ووفق مصادر مطلعة على سير المفاوضات، فإن هذا القرار جاء استجابة للضغوط الأميركية، بهدف إثبات أن إسرائيل ليست الطرف المعرقل.
تمسك حماس بإنهاء الحرب يعرقل التقدم
في المقابل، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن حركة حماس لا تزال متمسكة بمطلب إنهاء الحرب كلياً كشرط أساس لأي اتفاق، بينما يتمسك الوفد الإسرائيلي بتفويض سياسي لا يسمح بتقديم مثل هذا الالتزام في هذه المرحلة من المفاوضات.
تحذيرات أميركية لإسرائيل من مغبة التصعيد
وفيما تزداد وتيرة الضغط الأميركي، نقلت صحيفة واشنطن بوست تحذيرات لمسؤولين مقربين من ترامب، مفادها أن واشنطن قد تعيد النظر في دعمها لإسرائيل إذا لم تُنهِ الحرب في غزة قريباً — ما يضع تل أبيب أمام لحظة حاسمة بين التصعيد أو الانفراج. وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن التوصل إلى اتفاق في غزة قد يشكل نقطة تحول حاسمة في المشهد الإقليمي والدولي.