في يوم جديد من المأساة، استُشهد 67 فلسطينياً منذ فجر الثلاثاء جراء القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، ضمن ما وصفه مسؤولو الصحة في غزة بأنه “خطة ممنهجة لتدمير القطاع الصحي”. القصف طال نازحين، مراكز إيواء، ومرافق طبية، مما عمّق من حجم الكارثة الإنسانية المستمرة.
وبحسب بيانات محدثة من مصادر طبية، ارتفعت الحصيلة إلى 73 شهيداً منذ ساعات الفجر. وجاء ذلك بعد استهداف مناطق جديدة مثل شارع السكة في حي الزيتون جنوب شرق غزة، ومنطقة المنارة شرق خان يونس. وقد استُهدفت هذه المناطق بطائرة مسيرة، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.
استهداف مدارس ومخيمات ومنازل مدنية
نقل مراسل الجزيرة سقوط 12 شهيدًا نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مدرسة موسى بن نصير في حي الدرج شرقي غزة، حيث لجأ إليها نازحون. بعد ذلك، ارتفع عدد الشهداء إلى 15 في غارة أخرى استهدفت محطة وقود قرب مخيم النصيرات وسط القطاع. كما استهدف القصف منزل عائلة أبو سمرة في دير البلح، وأسفر عن استشهاد 13 فردًا من العائلة. في الوقت نفسه، استشهد 9 أفراد من عائلة واحدة خلال قصف لمنطقة معسكر جباليا شمال غزة.
تدمير المنشآت الطبية ومحاصرة فرق الإغاثة
ولم تسلم الأحياء السكنية في غزة وخان يونس من نيران الاحتلال، حيث سقط شهداء وجرحى في قصف جوي وبطائرات مسيّرة.
اتهامات باستهداف ممنهج للبنية الصحية
مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية بغزة، أكد أن الجيش الإسرائيلي يتبع سياسة منظمة لتفكيك القطاع الصحي، مما يُهدد حياة مئات آلاف الفلسطينيين. الغارات دمرت مستودعات الأدوية في مستشفى ناصر، واستهدفت مستشفى غزة الأوروبي، مما فاقم من أزمة الدواء والرعاية الصحية.
وأوضحت وزارة الصحة أن القصف أدى إلى حرق كميات كبيرة من الأدوية القليلة المتبقية، مما يهدد بتعطيل ما تبقى من المنظومة العلاجية.
تقارير أممية عن دمار هائل ونزوح جماعي
من جهتها، كشفت وكالة “أونروا” أن 92% من منازل غزة دُمرت أو تضررت، مشيرة إلى أن العائلات تواجه “دماراً لا يصدق” ونزوحاً متكرراً بلا مأوى. ووفق الإحصاءات الرسمية، ان قوات الاحتلال دمرت 38 مستشفى و81 مركزاً صحياً و164 منشأة طبية منذ بدء العدوان.
استمرار العدوان وارتفاع الحصيلة البشرية
تستمر إسرائيل في حرب إبادة جماعية ضد سكان غزة منذ أكتوبر 2023، خلّفت حتى اليوم أكثر من 174 ألف شهيد وجريح. وتشير الإحصاءات إلى أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال. في المقابل، يلتزم المجتمع الدولي بالصمت، مما يزيد من معاناة المدنيين ويزيد الكارثة الإنسانية في القطاع.