في تطور لافت يُسلط الضوء على خفايا الموقف الروسي من الحرب الأوكرانية، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أبلغ عدداً من القادة الأوروبيين، خلال مكالمة هاتفية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “غير مستعد” لإنهاء الحرب، لأنه يعتقد أنه في موقع القوة والهيمنة.
ويُعدّ هذا التصريح أول اعتراف مباشر من ترامب يتناقض مع مواقفه العلنية السابقة، والتي كان يُلمّح فيها إلى رغبة بوتين في السلام. غير أن فحوى الاتصال كشف عن توافق مقلق بين ما يدور خلف الكواليس وتقديرات العواصم الأوروبية حول تعنّت موسكو.
تفاصيل الاتصال مع القادة الأوروبيين
شارك دونالد ترامب في مكالمة هاتفية مباشرة مع عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. خلال الاتصال، ناقش القادة سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، بدأت كييف وموسكو التحضير لعرض شروط كل طرف ضمن إطار جهود دبلوماسية تقودها واشنطن، ما يعكس تصاعد التحركات السياسية في الكواليس.
مواقف متباينة بين موسكو وكييف
في المقابل، نفى الكرملين اتهامات التباطؤ أو التهرّب من التسوية، بينما أكد زيلينسكي أن موسكو تسعى لشراء الوقت لمواصلة احتلالها. كما تتهم أوكرانيا روسيا بمحاولة كسب الوقت عبر التصعيد. وفي المقابل، تتحرك الأطراف نحو عرض شروط لوقف إطلاق النار ضمن مبادرة دبلوماسية تقودها واشنطن.
تصعيد ميداني متبادل
ميدانيًا، أعلنت روسيا أنها أسقطت أكثر من 260 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال يوم واحد، بعضها اقترب من العاصمة موسكو، مما أدى إلى إغلاق مؤقت لعدد من المطارات. بينما ردّت أوكرانيا بهجوم استهدف مصنعًا روسيًا لأشباه الموصلات في أوريول، قالت إنه يزوّد صناعات الطائرات والصواريخ.
اشتباكات في دونيتسك وادعاءات متضاربة
وتتسارع التطورات على جبهة دونيتسك، حيث تحدثت مصادر روسية عن خروقات في الخطوط الأوكرانية. فيما أكد زيلينسكي أن المعارك الأعنف تدور قرب بوكروفسك، دون الإشارة إلى تقدّم روسي. وبحسب مدونين عسكريين موالين لموسكو، فإن القوات الروسية اخترقت الدفاعات الأوكرانية بين بوكروفسك وكوستيانتينيفكا.
زيارة رمزية لبوتين
أجرى فلاديمير بوتين زيارة إلى منطقة كورسك، في أول تحرك من نوعه منذ أن استعادت القوات الروسية السيطرة عليها. حملت الزيارة دلالة رمزية قوية، وأكدت ثقة موسكو المتزايدة بمكاسبها الميدانية. في الوقت نفسه، واصلت القيادة الروسية التمسك بمطلبها الاستراتيجي المتمثل في منع كييف من الانضمام إلى التحالفات العسكرية الغربية، وهو شرط تضعه في صلب أي مسار تفاوضي محتمل.