أثار الهجوم الدامي على موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية واشنطن عاصفة سياسية داخل إسرائيل، تحوّلت سريعًا إلى ساحة تبادل اتهامات بين القادة، وسط أجواء من الغضب والارتباك.
اتهامات متبادلة بين الوزراء وزعيم المعارضة
الهجوم، الذي أودى بحياة اثنين من موظفي السفارة، أعاد تسليط الضوء على هشاشة التماسك السياسي الإسرائيلي في ظل التصعيد المستمر في غزة، حيث لم تتأخر أصابع الاتهام في التوجيه. فقد حمّل ثلاثة وزراء، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير الخارجية جدعون ساعر، المسؤولية ليائير غولان، زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، متهمين تصريحاته المناهضة للحرب بأنها شجعت “الإرهاب” وحرّضت على إسرائيل في الخارج.
بن غفير وإلياهو يصعدان الهجوم على غولان
بن غفير قال إن “معادي السامية يستمدون شرعيتهم من سياسيين فاسدين داخل إسرائيل”، فيما ذهب وزير التراث عميحاي إلياهو أبعد من ذلك عندما قال: “دماء الموظفين في رقبة غولان وأصدقائه”.
غولان يرد ويتهم الحكومة بالتحريض
غولان من جانبه رفض الاتهامات بشدة، وردّ بأن حكومة نتنياهو هي من أجّجت معاداة السامية بسبب سياساتها القمعية تجاه الفلسطينيين، مؤكدًا أن “إسرائيل باتت مصدرًا للكراهية العالمية، واليهود هم من يدفعون الثمن”.
محاولات للتهدئة من هرتسوغ وتشدد من نتنياهو
الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حاول تهدئة التوتر، داعيًا إلى “وقف الحروب الداخلية وتوحيد الصفوف في وجه التهديدات”. أما نتنياهو، فتعهد بتشديد الإجراءات الأمنية في السفارات وهاجم ما وصفه بـ”الافتراءات الدموية” التي تبرر سفك دماء الإسرائيليين.
ربط الهجوم بالتصعيد العالمي
من جهته، اعتبر زعيم المعارضة يائير لبيد أن ما حدث هو نتيجة “عولمة الانتفاضة” وتحريض متصاعد في المظاهرات العالمية. فيما ربط وزير المالية سموتريتش بين هجوم واشنطن وعمليات مثل “طوفان الأقصى”، مؤكداً أن إسرائيل تواجه حملة شاملة لنفي وجودها.
مواقف إضافية وردود دولية
كشف بيان شرطة واشنطن أن منفذ الهجوم يُدعى إلياس رودريغيز ويبلغ من العمر 30 عامًا. وقد تم اعتقاله بعد الحادث مباشرة. كما أضاف وزير الثقافة ميكي زوهر أن الهجوم “نجم عن حملة تشويه داخلية ضد إسرائيل”. وقد شدد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون على أن الاعتداءات على الدبلوماسيين والجاليات اليهودية تمثل تجاوزًا للخطوط الحمراء، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن مواطنيها وممثليها حول العالم. من جانبه، اعتبر بيني غانتس، زعيم حزب “معسكر الدولة”، أن مواجهة هذه التهديدات تتطلب وحدة الموقف الإسرائيلي في وجه “الشر”.
سؤال مفتوح: هل تدفع إسرائيل الثمن خارج حدودها؟
وبينما يستعر الجدل في الداخل، يبقى السؤال الأهم: هل ستدفع إسرائيل ثمن سياساتها خارج حدودها؟