في مشهد مأساوي يتكرر يوميًا، استيقظ سكان غزة على فاجعة جديدة، بعدما ارتفع عدد الشهداء إلى 93 فلسطينيًا منذ فجر الأربعاء، نتيجة قصف إسرائيلي مكثف طال مناطق متفرقة في القطاع، في وقت استهدفت فيه دبابات الاحتلال مستشفى العودة شمال غزة، حيث تحاصر المنطقة وتواصل إطلاق النار على المبنى الطبي.
ضحايا في دير البلح والنصيرات والصفطاوي
وسط قطاع غزة، وتحديدًا جنوب دير البلح، لقي عشرة مدنيين مصرعهم بعد استهداف مستودع كان يأوي نازحين. وفي مخيم النصيرات، استُشهد فلسطيني وأصيب آخرون إثر قصف طال أحد المنازل. أما في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، فاستهدفت الطائرات الحربية منزلاً أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص، معظمهم من الأطفال، بينما لا يزال آخرون تحت الأنقاض وسط جهود متواصلة لطواقم الدفاع المدني. وقد نقلت طواقم الدفاع المدني والخدمات الطبية الشهداء والمصابين إلى مستشفى الشفاء، في ظل استمرار القصف على المناطق السكنية.
استهداف برج سكني وقصف خان يونس
العدوان طال أيضًا برج الراغب في حي الكرامة، حيث خلفت غارة جوية إصابات وأضرارًا كبيرة في المباني. أما جنوبًا، فقصفت المدفعية الإسرائيلية الأطراف الشرقية والجنوبية من خان يونس، دون تفاصيل واضحة عن حجم الخسائر البشرية.
تصعيد خطير واستهداف مستشفى العودة
وفي تطور خطير، يحاصر جيش الاحتلال مستشفى العودة في تل الزعتر، ويواصل قصفه المباشر له، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية التي تحمي المنشآت الطبية. وأكدت جمعية العودة الصحية والمجتمعية أن دبابات الاحتلال تواصل إطلاق النار على مباني المستشفى، ما يعرض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر.
انتشال 5 شهداء وإصابات جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة “بخيت” بشارع أحمد ياسين في الصفطاوي شمال غرب غزة pic.twitter.com/R8TZLG1x0k
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 21, 2025
حرب إبادة في شمال غزة
تتواصل المجازر في غزة وسط تصعيد غير مسبوق، يتركز بشكل خاص في مناطق الشمال، وتحديدًا في جباليا. كما تأتي هذه الهجمات ضمن موجة عنف متصاعدة وصفها مراقبون بأنها “حرب إبادة”، نظرًا لحجم الخسائر البشرية خلال فترة قصيرة. في غضون أيام قليلة، حصدت الغارات أرواح مئات الفلسطينيين، بين شهيد وجريح. ومنذ أن استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس/آذار، سجّلت وزارة الصحة استشهاد أكثر من 3500 فلسطيني، إلى جانب إصابة نحو 9900 آخرين، في حصيلة تعكس فداحة الكارثة الإنسانية المستمرة.
أرقام صادمة وخسائر إنسانية جسيمة
بدعم أميركي مطلق، تواصل إسرائيل حربها المفتوحة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ الشعب الفلسطيني.