في حادث نادر أحرج قيادة كوريا الشمالية، أعلنت وسائل إعلام رسمية عن اعتقال ثلاثة مسؤولين بارزين بعد فشل تدشين سفينة حربية حديثة، كانت تُفترض أن تكون إنجازاً رمزياً في مسيرة تعزيز القدرات العسكرية للبلاد. الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي حضر بنفسه حفل التدشين، وصف الحادث بأنه “عمل إجرامي ناجم عن إهمال مطلق”، وتعهد بمعاقبة كل من تورط في هذا “الفشل المهين”.
تفاصيل الحادث في ميناء تشونغجين
عرضت كوريا الشمالية مدمرة جديدة تزن 5 آلاف طن في ميناء تشونغجين على الساحل الشرقي، وسط حضور رسمي واسع من المسؤولين والجنود. في البداية، بدا الحدث فرصة لاستعراض القوة العسكرية أمام الداخل والخارج. لكن، وفي لحظة صادمة، تحطم جزء من قاع السفينة خلال التدشين. سرعان ما تحولت المناسبة من إنجاز رمزي إلى انتكاسة واضحة. هذا المشهد وثّق خيبة نادرة في نظام يحرص بشدة على ضبط صورته الدعائية ومنع أي مظهر للفشل.
أسماء المسؤولين المعتقلين ودورهم في الإخفاق
أعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن السلطات اعتقلت ثلاثة مسؤولين بارزين بعد الحادث. شملت القائمة كانغ جونغ شول، الذي يشغل منصب كبير المهندسين في حوض بناء السفن، بالإضافة إلى هان كيونغ هاك، رئيس ورشة بناء الهياكل. كما تم إلقاء القبض على كيم يونغ هاك، نائب مدير الشؤون الإدارية. واعتبرتهم القيادة مسؤولين مباشرين عن الإخفاق الكارثي في تدشين السفينة.
ويرى محللون أن الحادث على الأرجح وقع أمام جمهور كبير داخل الميناء، ما ضاعف من وقع الإحراج على الزعيم الكوري الشمالي. فقد كان يهدف لاستعراض قدرات بلاده البحرية ضمن مشهد محسوب بعناية، لكن المشهد انقلب ضده بشكل مفاجئ.
استعدادات لإصلاح السفينة قبل مؤتمر الحزب
هذا الحادث يأتي في وقت تتصاعد فيه طموحات كوريا الشمالية النووية. ففي أبريل الماضي، كشفت بيونغ يانغ عن مدمرة بحرية جديدة يُعتقد أنها مجهزة بصواريخ نووية تكتيكية، ضمن مساعيها لاستعراض القوة على جبهات البحر والجو والبر.
ورغم الحرج، أمر كيم جونغ أون بإعادة تأهيل السفينة المتضررة قبل انعقاد اجتماع مهم للحزب الحاكم في يونيو المقبل. كما تعمل السلطات بشكل مكثف لتجاوز الإخفاق بسرعة ودون أن تترك أثراً على صورة القيادة الصارمة. وبحسب وكالة الأنباء المركزية، فإن خطة الإصلاح تسير بوتيرة متقدمة، في محاولة لتدارك الأضرار المعنوية والسياسية التي خلّفها الحادث.
الرسائل الخفية وراء الحادث النادر
حادثة كهذه، نادرة الحدوث في دولة تعيش على وقع الانضباط العسكري والدعائي، تعكس مدى الحساسية المفرطة التي تحيط بكل ما يخص هيبة الزعيم، وتؤكد أن الخطأ – حتى وإن كان تقنياً – لا يُغتفر في كوريا الشمالية. وقد أطلق النظام على المدمرة اسم “تشوي هيون”، ليمنحها بعداً رمزياً يعكس مكانتها في برامج التحديث العسكري التي يقودها النظام.