في واحدة من أخطر حلقات التواطؤ بين الشركات العالمية والحروب، تكشف تقارير موثقة عن تورط شركة “ميرسك” العملاقة في الشحن البحري، بدور محوري في سلسلة الإمداد العسكرية التي تُغذي آلة الحرب الإسرائيلية، لا سيما في العدوان المستمر على قطاع غزة.
توضيحات الشركة مقابل الحقائق الميدانية
ورغم تأكيد الشركة، في تصريحات لقناة الجزيرة، أن شحناتها من قطع طائرات “إف-35” لا تُرسل مباشرة إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية، إلا أن تقريراً أعدته “حركة الشباب الفلسطيني” يكشف تفاصيل صادمة تؤكد أن ميرسك أكثر من مجرد ناقل، بل شريك فعلي في إنتاج وتجميع ونقل المعدات الحربية.
شحنات ضخمة ومخططات ممتدة حتى 2028
التقرير يوضح أن ميرسك تولّت شحن جميع أجنحة “إف-35” التي حصلت عليها إسرائيل منذ عام 2022، مع خطط لتسليم طائرات إضافية حتى 2028. كما نظمت أكثر من 1000 شحنة عسكرية ضخمة، تجاوز وزنها 15 مليون رطل، إلى شركات ومصانع حربية في الولايات المتحدة، إسرائيل، وإيطاليا، من بينها شركات مثل “لوكهيد مارتن”، و”نورثروب غرومان”، و”إلبيت سيستمز”.
انتهاكات قانونية ودور في تكثيف الغارات على غزة
وبحسب الوثائق، فإن بعض هذه الشحنات انتهكت قوانين تصدير في دول أوروبية، فيما ساهمت في دعم قدرات “إف-35” على تنفيذ غاراتها المكثفة على غزة، والتي طالت مدارس ومستشفيات ومخيمات للنازحين.
شبكة عالمية من المورّدين لتعزيز استمرار العدوان
ولا تتوقف مساهمة ميرسك عند الشحن، إذ تؤدي دورًا استراتيجيًا في ربط شبكة مورّدين عالميين تضم أكثر من 1500 شركة، ما يعزز استمرارية إنتاج الطائرة التي تعد رأس الحربة في العدوان الإسرائيلي، خصوصًا في نسختها المعدّلة “إف-35 أدير”.
تصاعد الضغوط لمساءلة الشركات المتورطة
تزامنًا مع تواصل عمليات التسليم وتزايد حجم الشحنات، ارتفعت وتيرة الضغط الشعبي والدولي على شركة ميرسك وغيرها من الشركات المتورطة. وتطالب أصوات متزايدة بمحاسبة تلك الجهات، خصوصًا مع الكشف عن دورها في تسهيل الإمدادات العسكرية. في هذا السياق، يتزايد النداء بضرورة وقف استغلال السلاسل اللوجستية العالمية كأدوات غير مباشرة في الحروب، والتي تؤدي في النهاية إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين الأبرياء.
دعوة عاجلة للمساءلة الدولية والعدالة الإنسانية
تلعب شركة ميرسك دورًا رئيسيًا في دعم آلة الحرب الإسرائيلية، بعد أن تجاوزت كونها مجرد شركة نقل لوجستي. فقد شاركت ميرسك بفعالية في منظومة متكاملة لإنتاج وتسليح الطائرات المقاتلة. كما تركز دورها بشكل خاص في دعم طائرات “إف-35” التي نفّذت غارات على البنية التحتية المدنية في قطاع غزة. ومن خلال شحن آلاف الأطنان من المكونات العسكرية، عززت ميرسك قدرات إسرائيل الهجومية. في هذا السياق، تبرز الحاجة الملحّة إلى محاسبة الشركات التي تستغل قدراتها الصناعية واللوجستية لتنفيذ مشاريع عسكرية مدعومة من قوى كبرى، على حساب حياة المدنيين الأبرياء، وبما يتعارض مع القانون الدولي ومبادئ العدالة الإنسانية.