في تطور صادم يعكس حجم الانتهاكات الجسيمة في قطاع غزة، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تصعيد خطير في استهداف المراكز الطبية في غزة، ضمن العمليات العسكرية المتواصلة منذ أكتوبر 2023. التحقيق الذي نُشر مؤخراً أشار إلى أن 10 مستشفيات وعيادات طبية تعرضت لهجمات مباشرة خلال أسبوع واحد فقط، مما تسبب في خروجها كلياً أو جزئياً عن الخدمة، في وقت يرزح فيه القطاع تحت كارثة إنسانية متفاقمة.
عملية “عربات جدعون”: بداية سياسة التدمير الشامل للبنية الصحية
الهجوم على المستشفى الأوروبي في خان يونس كان بمثابة شرارة انطلاق لعملية عسكرية جديدة حملت اسم “عربات جدعون”. كما قد شكلت منعطفاً نحو سياسة تدمير شاملة طالت بنية القطاع الصحية. منظمة الصحة العالمية وثّقت 28 هجوماً على مستشفيات غزة خلال أسبوع، وهو ما يعادل 4% من إجمالي الهجمات على هذه المنشآت منذ بداية الحرب، وسط تحذيرات من انهيار كامل للنظام الصحي.
استهداف المراكز الطبية في غزة يهدد بانهيار النظام الصحي
ووفق بيانات المنظمة، فإن 94% من مستشفيات القطاع تعرضت لأضرار جسيمة أو دمرت كلياً. ولم يتبقَ سوى 19 مستشفى تعمل بشكل جزئي من أصل 36. كما أعلنت المنظمة أن 4 مستشفيات رئيسية أُجبرت على الإغلاق خلال أسبوع واحد فقط، نتيجة الهجمات المتكررة، وأوامر الإخلاء، وتصاعد وتيرة القصف. وأكدت منظمة الصحة العالمية عبر بيان رسمي نُشر على منصة “إكس” أن النظام الصحي في غزة يواجه خطر الانهيار الكامل، داعية إلى احترام القانون الدولي الإنساني.
🚨 Intensified military operations in #Gaza are pushing the health system to collapse: https://t.co/2k4K5nFCOO
➡️ At least 94% of all hospitals in the Gaza Strip are damaged or destroyed.
➡️Only 19 of 36 hospitals remain functional, although only partially.
➡️ 4 major hospitals… pic.twitter.com/X5sFg5JjAI— World Health Organization (WHO) (@WHO) May 22, 2025
تبريرات إسرائيلية مقابل تحذيرات دولية وواقع مأساوي
في المقابل، تواصل إسرائيل تبرير استهدافها للمرافق الطبية بزعم وجود مقاتلين من حركة حماس داخلها. في المقابل، تؤكد وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 400 ألف مواطن باتوا دون أي خدمات طبية.
حصيلة كارثية للعدوان المستمر وواقع إنساني مأساوي
تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حملة إبادة واسعة على قطاع غزة، أسفرت عن سقوط أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال. كما دفعت الهجمات المتواصلة أكثر من 11 ألف شخص إلى مصير مجهول تحت أنقاض المباني المدمرة. وفي الوقت نفسه، يستمر إغلاق المعابر ويجري منع دخول المساعدات الإنسانية. هذا الحصار فاقم أزمة المجاعة التي تطال قرابة 2.4 مليون فلسطيني. وعلى الرغم من هذه الكارثة الإنسانية، يلتزم المجتمع الدولي الصمت، بينما توفر الولايات المتحدة دعمًا واضحًا لإسرائيل في عدوانها.