تعيش مدينة القدس المحتلة حالة من التوتر الشديد اليوم الاثنين، مع انطلاق ما تُعرف بـ”مسيرة الأعلام” الإسرائيلية، في ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967. هذه المسيرة التي تُعد واحدة من أكثر الفعاليات استفزازًا للفلسطينيين، تشهد هذا العام حشدًا كبيرًا من المستوطنين بمرافقة وزراء ومسؤولين من الحكومة الإسرائيلية، وسط استنفار أمني غير مسبوق.
استنفار أمني وإجراءات مشددة في البلدة القديمة
نحو آلاف من عناصر شرطة الاحتلال انتشروا في شوارع القدس، لا سيما في محيط البلدة القديمة وباب العمود، حيث نصبت الشرطة الحواجز الحديدية لتأمين المسيرة التي تنطلق من غرب المدينة باتجاه ساحة البراق. يقسم المشاركون إلى مجموعتين: الذكور يدخلون عبر باب العمود، والإناث عبر باب الخليل، في مسار يحمل طابعًا رمزيًا لفرض السيادة الإسرائيلية بالقوة. وقد بدأت الشرطة منذ يوم الأحد بنصب الحواجز الحديدية، استعدادًا لما تصفه بالأحداث الأمنية الحرجة.
اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى وسط حماية عسكرية
في موازاة ذلك، تصاعدت وتيرة الانتهاكات في المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح، حيث اقتحم مئات المستوطنين الحرم القدسي تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال. شارك وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في اقتحام المسجد الأقصى، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال. وخلال وجوده في الموقع، أدلى بتصريحات استفزازية، مؤكداً أنه صلى من أجل نجاح رئيس جهاز الشاباك الجديد. كما أدى المقتحمون طقوسًا تلمودية ورفعوا الأعلام الإسرائيلية داخل باحاته، في مشهد يعبّر عن تحدٍّ صارخ للمقدسات الإسلامية.
أعداد كبيرة من المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك، في ذكرى احتلال القدس pic.twitter.com/Q9VdG0szNd
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) May 26, 2025
تحذيرات فلسطينية من مخطط لتهويد القدس
جماعات “الهيكل” المتطرفة نشرت مقاطع دعائية تحريضية دعت فيها إلى اقتحام الأقصى بأعداد كبيرة. في المقابل، حذرت محافظة القدس من مخطط خطير لتهويد المدينة وتكريس الاحتلال. من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن هذه الاقتحامات تأتي في إطار حرب دينية منظمة، مطالبة الشعب الفلسطيني والجماهير العربية والإسلامية بالتحرك نصرة للأقصى.
دعوات فلسطينية ودولية للتصدي لانتهاكات الاحتلال
أما المجلس الوطني الفلسطيني، فقد دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ووقف الانتهاكات المتكررة. كما أكد على أن القدس الشرقية أرض محتلة لا يملك الاحتلال فيها أي سيادة.
رسائل التصعيد وراء “مسيرة الأعلام”
في النهاية، تمثل “مسيرة الأعلام” هذا العام أكثر من مجرد حدث رمزي. فهي تأتي كخطوة مدروسة ضمن مشروع متكامل لفرض واقع تهويدي جديد في القدس. في الوقت نفسه، تواصل الحكومة الإسرائيلية دعم هذه المسيرات وفتح المجال أمام الجماعات المتطرفة لتنفيذ أجنداتها. ومع غياب موقف دولي حازم، يشعر المتطرفون بثقة أكبر للمضي في تصعيدهم. وبذلك، تتحول المسيرة إلى أداة ضغط سياسي وديني تهدف إلى تغيير الوضع القائم داخل المدينة المحتلة.