في تطور ميداني لافت، أعلنت السلطات الأوكرانية عن سيطرة القوات الروسية على أربع قرى في منطقة سومي الحدودية، وهي نوفينكي وباسيفكا وفيسيليفكا وزورافكا، وهي مناطق سبق إجلاء سكانها. ووفقاً لحاكم سومي، فإن موسكو تسعى لإقامة “منطقة عازلة” داخل الأراضي الأوكرانية، ما يعكس تصعيدًا جديدًا في الحرب التي بدأت عام 2022. ويأتي هذا التقدم ضمن سياق أوسع يشمل الهجوم الروسي على منطقة سومي، التي باتت تمثل خط مواجهة حاسمًا في الشمال الشرقي من أوكرانيا.
توتر متزايد على الحدود الروسية الأوكرانية
شهدت منطقة سومي، المحاذية لمنطقة كورسك الروسية، توغلًا أوكرانيًا واسعًا في أغسطس الماضي. في المقابل، أعلنت موسكو أنها تصدت لذلك الهجوم بالكامل. ومن جانبها، تؤكد كييف استمرار نشاط قواتها في المنطقة. في هذا السياق، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بإسقاط 43 طائرة مسيّرة روسية من أصل 60 خلال الليلة الماضية، وسط هجوم هو الأعنف منذ بدء الحرب. بالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 99 مسيّرة أوكرانية فوق أراضيها، في دلالة على احتدام المواجهة الجوية.
تحركات أميركية وفرنسية للضغط على موسكو
دبلوماسيًا، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يدرس فرض عقوبات جديدة على روسيا، على خلفية ما وصفه بـ”الإحباط المتزايد” من الهجمات الروسية. وأشارت المصادر إلى أن العقوبات المحتملة لن تطال النظام المصرفي، بل تهدف للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل وقف إطلاق النار لمدة شهر.
ذكرت المصادر أن ترامب يشعر بخيبة أمل بسبب تعثر مفاوضات السلام، لذلك بدأ يفكر جديًا في الانسحاب منها بالكامل. في المقابل، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن ترامب لا يزال يسعى للتوصل إلى اتفاق سلام، كما أنه يواصل الاحتفاظ بجميع الخيارات مطروحة للتعامل مع الوضع.
وفي موقف دولي آخر، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ترجمة استياء ترامب إلى أفعال ملموسة، مطالبًا بمهلة نهائية مرفقة بعقوبات حازمة. أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد استنكر “حالة الإفلات من العقاب” التي تحيط بتحركات روسيا.
دعم ألماني عسكري موسع لأوكرانيا
في المقابل، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس رفع القيود عن نوعية الأسلحة المقدّمة لأوكرانيا، ما يمنح كييف حرية أوسع في ضرب أهداف داخل روسيا.
أفق الحرب بعد ثلاث سنوات من التصعيد
تقترب الحرب في أوكرانيا من دخول عامها الرابع، ومع ذلك، تسيطر روسيا حتى الآن على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية. في المقابل، تستمر المعارك على عدة جبهات، مما يؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا وتزايد حجم الدمار. وفي هذا السياق، تتصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الأزمة، التي تعد الأشد منذ نهاية الحرب الباردة.