في مشهد بات يتكرر يوميًا، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء، مستهدفًا مناطق واسعة شرقي مدينة غزة وخان يونس، وصولًا إلى قصف منشآت حيوية وسط القطاع، في مقدمتها مصنع للسولار، ما يزيد من مأساة الوقود المتفاقمة بسبب الحصار الخانق.
استهداف متواصل للمناطق السكنية
خلال الساعات الماضية، استشهد طفل فلسطيني وأصيب آخرون إثر غارة جوية على منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة. كما استُهدف منزل في حي الزيتون، مما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين، في وقت لم تتوقف فيه الغارات عن حي الشجاعية، حيث تعرّضت المنطقة ومحيطها لقصف مدفعي عنيف، ضمن سلسلة هجمات متكررة.
توغل بري واشتباكات مع المقاومة
قوات الاحتلال تواصل أيضًا عمليات توغلها البرية على أطراف الأحياء الشرقية، وسط اشتباكات متقطعة مع المقاومة الفلسطينية التي أوقعت خسائر في صفوف الجنود. كما نفذت وحدات الهندسة الإسرائيلية تفجيرات جديدة شمال القطاع، بالتزامن مع قصف مستمر للمستشفيات المتبقية، ما يضاعف الأزمة الإنسانية.
استهداف منشآت حيوية وسط أزمة الوقود
وفي تطور خطير، قصفت الطائرات الحربية مصنعًا للسولار شرق الزوايدة، مما أدى إلى استشهاد فلسطيني، وفق مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى. وبث ناشطون مقطعًا مصورًا يظهر ألسنة اللهب تتصاعد من موقع الاستهداف، وسط تحذيرات من انهيار الخدمات الأساسية بسبب النقص الحاد في الوقود.
عاجل | نشوب حريق كبير، جرّاء قصف الاحتلال ورشة لتصنيع السولار الصناعي، على شارع صلاح الدين شرق بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/wMrK3gKh9C
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 26, 2025
قصف مدفعي وزوارق حربية في خان يونس
أما في خان يونس، فقد تعرضت الأحياء الشرقية والجنوبية لقصف مدفعي مكثف، شمل بلدة القرارة. في موازاة ذلك، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار على منطقة المواصي المكتظة بالنازحين، بالتزامن مع أوامر إخلاء إسرائيلية تمهيدًا لهجوم بري محتمل.
مجازر متكررة وحصيلة الشهداء تتجاوز 3800
ويأتي هذا التصعيد بعد مجزرة دامية يوم أمس راح ضحيتها 82 شهيدًا، بينهم أكثر من 30 في قصف مدرسة فهمي الجرجاوي بمدينة غزة، ليرتفع عدد الشهداء منذ 18 مارس إلى أكثر من 3800، وسط انهيار تام للأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر، بعد أن انقلبت إسرائيل على اتفاق سابق لوقف إطلاق النار. ويواصل المجتمع الدولي صمته المقلق، رغم تصاعد المجازر واتساع الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.