في مشهد يعكس الكارثة الإنسانية التي تتفاقم في جنوب قطاع غزة، تحوّل توزيع المساعدات قرب مدينة رفح إلى مأساة جديدة. ثلاث أرواح فلسطينية أُزهقت، وعشرات أُصيبوا، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين، بعد أن توجهوا يوم الثلاثاء لاستلام مساعدات توزّعها شركة أميركية بإشراف إسرائيلي.
قلق متزايد حول المفقودين
المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرياً أعلن متابعته بقلق لاختفاء عدد من المواطنين، مؤكداً أنهم لم يعودوا إلى منازلهم بعد ذهابهم لنقطة التوزيع، دون معلومات مؤكدة عن مصيرهم. المركز حمّل قوات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية، وطالب بالكشف الفوري عن المفقودين، وتوفير ضمانات حقيقية لحماية المدنيين خلال عمليات التوزيع. كما حذّر المركز من خطورة تكرار مثل هذه الحوادث في ظل الفوضى الأمنية وغياب الحماية.
إطلاق نار وفوضى عند نقطة التوزيع
أكد مراسل أسوشيتد برس أن هناك عشرات الجرحى، بينهم حالات خطيرة. وقد تم نقل المصابين إلى مستشفى الصليب الأحمر بعد إطلاق قوات الاحتلال النار قرب مركز المساعدات. ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد استعانت قوات الاحتلال بمروحيات لإجلاء موظفي الشركة الأميركية بعد فقدان السيطرة على نقطة التوزيع، ما أفضى إلى فوضى دامية.
فقدان السيطرة وتدخل الجيش الإسرائيلي
في اليوم الأول لتطبيق الآلية الإسرائيلية، فقد المسلحون التابعون للشركة الأميركية السيطرة على مركز توزيع المساعدات. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال استدعى مروحيات إلى المنطقة وأطلق النار في الهواء من أجل “إنقاذ موظفي الشركة”. هذا التدخل العسكري عمّق حالة الفوضى، وتسبب في نشر الذعر بين المدنيين الموجودين في محيط المركز.
حماس: “فخ خطير” واستغلال سياسي
في المقابل، وصفت حركة حماس ما جرى بـ”الفخ الخطير”. وأشارت في بيان إلى أن مشاهد الفوضى وإطلاق النار تؤكد فشل “الآلية المشبوهة” لتوزيع المساعدات، والتي قالت أن الاحتلال يوظفها لأهداف سياسية وأمنية بحتة، وتستهدف تقويض دور الأمم المتحدة، وتكريس هيمنة الاحتلال.
دعوات لتحرك دولي عاجل
وأضافت الحركة أن ما يجري يُعد خرقاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى تحرك عاجل لوقف هذا المخطط، وفتح المعابر لإدخال المساعدات عبر قنواتها الشرعية والإنسانية.
الفلسطينيون بين الجوع والرصاص
بين جوع الفقراء ووعود الإغاثة، يُترك الفلسطينيون في مواجهة الرصاص والفوضى، في مشهد يعكس العبث الذي يلف ما يُسمى “المساعدات الإنسانية”.