في تطور لافت ضمن خريطة المواجهات الإقليمية، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارات مكثفة على مطار صنعاء الدولي، مؤكدًا تدمير “آخر طائرة” موجودة هناك. واعتبر كاتس أن هذا القصف “رسالة واضحة” مفادها أن من يطلق النار على إسرائيل سيواجه “ثمناً باهظاً”، مشدداً على أن بلاده ستواصل استهداف المنشآت الحيوية والاستراتيجية لجماعة الحوثي ومن يساندهم.
تفاصيل الهجوم الجوي الإسرائيلي
القناة 12 الإسرائيلية كشفت أن أكثر من 10 طائرات حربية شاركت في تنفيذ الهجوم، الذي وصفته تل أبيب بأنه استباقي، حيث زعمت أن الطائرات المستهدفة كانت تُستخدم لنقل عناصر شاركوا في عمليات معادية ضد إسرائيل.
سياسة “الردع الموسع” للجيش الإسرائيلي
أوضح الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارات تندرج ضمن سياسة “الردع الموسع”، التي تهدف إلى استباق أي تهديد محتمل. وتعتمد هذه السياسة على توجيه ضربات دقيقة ضد أي جهة معادية، بصرف النظر عن موقعها الجغرافي أو هويتها.
استهداف المنشآت الحيوية وتوسيع نطاق الرد
أضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن بلاده لن تكتفي باستهداف مطار صنعاء فقط، بل ستواصل ضرب الموانئ والمطارات اليمنية “مرة بعد مرة”، بحسب وصفه، في إشارة إلى نية تل أبيب توسيع نطاق ضرباتها على البنية التحتية الحيوية.
نتنياهو: الحوثيون وكلاء لإيران
من جانبه، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن من يعتدي على إسرائيل “سيفهم بالقوة”، معتبرًا أن الحوثيين مجرد وكلاء لإيران، التي وصفها بالقوة الرئيسية المسؤولة عن الهجمات المنطلقة من اليمن.
خسائر مدنية في قطاع الطيران اليمني
وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن الطائرات الإسرائيلية شنت أربع غارات جوية على مطار صنعاء وطائرة للخطوط الجوية اليمنية. كما أكد مدير مطار صنعاء، خالد الشايف، أن الغارات دمرت آخر طائرة عاملة ضمن أسطول الخطوط اليمنية، من طراز إيرباص 320، كانت قد وصلت من مطار الملكة علياء في الأردن. وبذلك، لم يتبقَ للخطوط الجوية اليمنية سوى ثلاث طائرات من الطراز نفسه موجودة في مطار عدن.
رد الحوثيين على الغارات
في المقابل، نقلت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أن مطار صنعاء الدولي تعرّض لعدوان إسرائيلي مباشر. ومع ذلك، لم تكشف حتى الآن عن تفاصيل الخسائر الناتجة عن هذا الهجوم.
تصاعد التوتر الإقليمي بسبب الحرب في غزة
وتأتي هذه الضربات الإسرائيلية وسط تصاعد التوتر الإقليمي الناتج عن الحرب المستمرة في غزة. وقد تبنّت جماعة الحوثي موقفاً معلناً مناصراً للمقاومة الفلسطينية. كما أطلقت عدة صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل منذ بداية العدوان على القطاع.
موقف الحوثيين من الحرب على غزة
من جهة أخرى، أكدت الجماعة الحوثية، التي تهيمن على صنعاء ومناطق واسعة شمال اليمن، تمسكها بمواصلة الهجمات. ويأتي هذا الموقف ردًا على ما تعتبره “حرب إبادة جماعية” تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.
امتداد الصراع إلى خارج حدود غزة
بين تل أبيب وصنعاء، تتسع رقعة النار والرسائل الموجهة، في مشهد يؤكد أن الحرب في غزة تجاوزت جغرافيتها، لتغدو جزءاً من صراع أوسع يفتح جبهات جديدة في الشرق الأوسط.