في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي داخل إسرائيل وضغطاً دولياً متزايداً، كشفت صحيفة هآرتس أن الإدارة الأميركية تكثف جهودها لدفع إسرائيل وحركة حماس نحو اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى. مصادر دبلوماسية تحدثت عن محاولة واشنطن بلورة صيغة ترضي الطرفين، فيما تُحمّل إسرائيل حماس مسؤولية أي تعثر في المفاوضات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن واشنطن تدرس الخطوط العريضة لاتفاق يمكن أن يحظى بقبول الجانبين، بينما ترى إسرائيل أن التقدم مرهون بقبول حماس للمقترح الإسرائيلي الذي نقل إليها مؤخرًا.
تصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل
وعلى الأرض، تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في الداخل الإسرائيلي. مئات الإسرائيليين شكّلوا سلسلة بشرية قرب مدينة رحوفوت، ورفعوا شعارات تطالب بإعادة المحتجزين من غزة. وفي مشهد رمزي مؤثر، جسد محتجون شعار الأسرى بأجسادهم أمام السفارة الأميركية في تل أبيب، فيما شهدت مدينة حيفا فعاليات مماثلة.
كما نظّم محتجون مظاهرة جديدة أمام منزل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، تزامناً مع مرور 600 يوم على اندلاع الحرب، في إشارة إلى الغضب الشعبي المتصاعد مع طول أمد الأزمة.
غضب عائلات الأسرى ومطالبات بالاستقالة
واصلت العائلات تصعيد موقفها بعد تجاوز مرحلة الشعارات، ورفعت سقف مطالبها بدعوة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى الاستقالة. واتهمته بتعطيل المفاوضات التي امتدت لأكثر من مئة يوم دون إحراز أي تقدم ملموس. وفي هذا السياق، نشرت هيئة عائلات الأسرى رسالة لاذعة على منصة “إكس”، ووجّهت فيها انتقادات مباشرة لديرمر، مؤكدة أنه لم يسهم في الإفراج عن أي مختطف، بل يعوق الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق.
الاحتجاجات تصل الكنيست
الاحتجاجات وصلت أروقة الكنيست، حيث اندلعت مواجهات بين أمهات الجنود وحراس البرلمان، وسط صرخات تطالب بوقف الحرب التي “تقتل الأبناء وتدمّر العائلات”.
دعوات سياسية لتغيير الأولويات
في المقابل، طالب بيني غانتس، زعيم “معسكر الدولة”، نتنياهو بإعطاء أولوية لإطلاق سراح الأسرى، مؤكداً أن الجيش “هزم حماس” ولا مبرر لإطالة أمد الحرب التي باتت تخدم حسابات سياسية، حسب تعبيره.
أرقام صادمة حول الأسرى وظروف الاعتقال
وتقدّر تل أبيب عدد الأسرى في غزة بـ58، بينهم 20 أحياء، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 10,000 فلسطيني في ظروف وصفها حقوقيون بأنها لا إنسانية، أدّت إلى وفاة العشرات بسبب الإهمال الطبي والتعذيب.