في تطور لافت في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة Odyssey الناشئة، التي أسسها خبيران سابقان في تقنيات القيادة الذاتية، عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد يُمكن المستخدمين من التفاعل مع الفيديو كما لو كان تجربة داخل لعبة ثلاثية الأبعاد.
فيديوهات تفاعلية بتقنيات الذكاء الاصطناعي
النموذج الجديد من Odyssey، والمتاح حاليًا بنسخة تجريبية على الويب، يقوم بتوليد وبث إطارات الفيديو كل 40 ميلي ثانية. من خلال واجهة تفاعلية بسيطة، يمكن للمستخدمين التنقل داخل الفيديو وكأنهم يتجولون داخل بيئة رقمية ثلاثية الأبعاد.
ووفقًا لتدوينة رسمية من الشركة، يعمل النموذج على “توقع الحالة التالية للعالم بناءً على الوضع الحالي وسجل الحالات السابقة”، ما يعكس قدرته على إنتاج فيديوهات واقعية ومتسقة زمنيًا ومكانيًا.
إمكانيات متقدمة في صناعة المحتوى
يعتمد نموذج Odyssey على تقنيات متقدمة تهدف إلى تحسين تجربة الفيديو التفاعلي. أولًا، يتمكن النموذج من إنتاج بيكسلات واقعية تحاكي المشاهد الحقيقية بدقة ملحوظة. كما يحافظ على الاتساق المكاني أثناء حركة المستخدم داخل المشهد، مما يعزز الإحساس بالواقعية. ومن جهة أخرى، يستطيع النموذج تعلم الحركات مباشرة من مقاطع الفيديو الحقيقية، ما يجعله أكثر قدرة على محاكاة العالم الطبيعي. وأخيرًا، يتميز بقدرته على تقديم بث مستمر ومتسق للمشاهد، قد يستمر لأكثر من خمس دقائق دون فقدان الجودة أو الترابط الزمني.
السباق نحو نماذج العوالم
تتنافس شركات كبرى مثل DeepMind وMicrosoft وWorld Labs، إلى جانب شركات ناشئة، لتطوير ما يُعرف بـ”نماذج العوالم”، التي تهدف إلى خلق تجارب تفاعلية واقعية في مجالات مثل الألعاب، التعليم، والمحاكاة.
لكن في المقابل، تواجه هذه النماذج انتقادات من العاملين في الصناعات الإبداعية. فقد أشارت تقارير مثل تحقيق مجلة Wired إلى استخدام شركات ألعاب كبرى للذكاء الاصطناعي بهدف تقليص التكاليف، مما أدى إلى تسريح عدد من الموظفين. كما حذرت دراسة صدرت عام 2024 من نقابة الرسامين في هوليوود من احتمال فقدان أكثر من 100 ألف وظيفة في قطاع الإنتاج بسبب الذكاء الاصطناعي.
Introducing AI video you can watch and interact with, in real-time!
Powering this is a new world model that imagines and streams video frames every 40ms(!). No game engine in sight.
We call it interactive video, and it’s free for anyone to try right now (GPUs permitting)! pic.twitter.com/QtADRXCQ8z
— Odyssey (@odysseyml) May 28, 2025
التزام Odyssey بدعم المبدعين
رغم هذه المخاوف، أكدت Odyssey أنها تهدف لدعم المبدعين بدلًا من استبدالهم. حيث ترى أن الفيديو التفاعلي يفتح الباب أمام أشكال جديدة من الترفيه يمكن تخصيصها واستكشافها حسب الطلب، دون تكاليف الإنتاج التقليدي.
وتوضح الشركة في تدوينتها أن “كل ما يُعرض على شكل فيديو حاليًا – من الإعلانات إلى التعليم والسفر – سيتحول في المستقبل إلى فيديو تفاعلي مدعوم بتقنيات Odyssey”.
تحديات حالية وخطط للتحسين
رغم أن النموذج ما زال في مرحلة تجريبية، تظهر بعض التشوهات البصرية والتغيّرات المفاجئة في المشاهد أثناء التنقل. ومع ذلك، تبذل الشركة جهودًا واضحة لتطوير النموذج بشكل مستمر. كما تعمل فرق التطوير على تحسين جودة الصورة، وزيادة ثبات البيئة الرقمية، إلى جانب توسيع نطاق التفاعل داخل المشاهد. وبمرور الوقت، تعزز هذه التحسينات تجربة المستخدم، وتمنح النموذج أداءً أكثر اتساقًا وواقعية.
تقنيات تصوير متقدمة ودعم استثماري قوي
ما يميز Odyssey عن غيرها هو اعتمادها على نظام تصوير مبتكر باستخدام كاميرا محمولة على الظهر بزاوية 360 درجة لالتقاط مشاهد من الواقع. وتعتقد الشركة أن هذا الأسلوب ينتج بيانات أفضل من النماذج التي تعتمد فقط على مصادر الإنترنت المفتوحة.
The world played forward, by a model.
On the one hand, it’s calm and serene. On the other, it’s chaotic and terrifying.
I think the model nailed it in both cases. pic.twitter.com/vuszeL9p0V
— Oliver Cameron (@olivercameron) May 28, 2025
وقد جمعت الشركة حتى الآن 27 مليون دولار من مستثمرين كبار مثل EQT Ventures وGV وAir Street Capital. كما انضم إيد كاتمول، المؤسس المشارك في Pixar، إلى مجلس إدارة الشركة.
دعم أدوات الإنتاج الشهيرة
ضمن جهودها لدمج التكنولوجيا مع الصناعة الإبداعية، تعمل Odyssey على تطوير أدوات تتيح للمبدعين تحميل المشاهد التفاعلية في برامج مثل Unreal Engine وBlender وAdobe After Effects، مما يسهل عملية التعديل اليدوي وإنتاج أعمال أكثر احترافية.
في النهاية، يمثل نموذج الذكاء الاصطناعي التفاعلي من Odyssey خطوة جريئة نحو مستقبل يعتمد على الفيديو التفاعلي ثلاثي الأبعاد. التقنية لا تفتح الباب فقط لأشكال جديدة من الترفيه، بل تعيد تصور التعليم، الإعلان، والسياحة الافتراضية.