في تصريحات حاسمة أعادت ملف إيران النووي إلى واجهة الأحداث الدولية، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده ترفض بشكل قاطع امتلاك أسلحة نووية، لكنها في المقابل تتمسك بحقها الكامل في تخصيب اليورانيوم وفقاً لما تنص عليه القوانين والمعاهدات الدولية.
تخصيب اليورانيوم رمز للسيادة الإيرانية
وخلال كلمة متلفزة، شدد عراقجي على أن تخصيب اليورانيوم “ليس مجرد تقنية نووية”، بل يمثل رمزاً لسيادة إيران ورفضها لأي هيمنة خارجية. وقال: “لا يحق لأي طرف دولي أن يمنع الشعب الإيراني من ممارسة حقه المشروع تحت ذرائع القلق أو المخاوف الأمنية”. كما أشار إلى أن هذا الحق يمثل أحد الحاجات الأساسية للبلاد، ويُعد من أولويات طهران الدائمة خلال جميع جولات التفاوض السابقة والحالية.
مقترح إيراني بتعليق التخصيب مقابل الإفراج عن الأموال
وفي تطور لافت، كشفت وكالة رويترز نقلاً عن مصادر إيرانية مطلعة أن طهران تدرس تعليق تخصيب اليورانيوم لمدة عام، في حال أفرجت الولايات المتحدة عن الأموال الإيرانية المجمدة، واعترفت بحق إيران في تخصيب الوقود النووي لأغراض مدنية. ويتضمن المقترح أيضاً إرسال جزء من مخزون اليورانيوم العالي التخصيب إلى الخارج أو تحويله إلى صفائح وقود. ووفقًا لمصادر مقربة من فريق التفاوض الإيراني، فإن التفاهم مع واشنطن قد يتم من خلال “اتفاق سياسي” يمهد لاتفاق نووي أوسع، رغم أن النقاش حول هذا الطرح لم يُطرح رسميًا بعد في المحادثات المباشرة.
ترامب يشيد بسير المحادثات ويحذر إسرائيل
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى تفاؤلاً خلال مؤتمر صحفي، معلناً أن المحادثات مع إيران تسير بشكل “جيد للغاية”، وكشف عن تحذيره لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – المطلوب للجنائية الدولية – من اتخاذ أي خطوة عسكرية ضد طهران في الوقت الراهن. وأضاف ترامب: “أعتقد أن إيران مستعدة لعقد صفقة… وقد نصل إلى اتفاق خلال أسابيع”.
محادثات غير مباشرة ومسارات تفاوض متشابكة
يُذكر أن إيران والولايات المتحدة خاضتا خمس جولات من المحادثات غير المباشرة في الأسابيع الأخيرة بوساطة سلطنة عمان. وبينما تضغط واشنطن على طهران للتخلص من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب. في المقابل، تطالب إيران برفع العقوبات الاقتصادية بشكل كامل. كما تطلب ضمانات واضحة تمنع تكرار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، كما حدث عام 2018 خلال إدارة ترامب. وبذلك، يتمسك كل طرف بمطالبه الأساسية رغم استمرار المحادثات غير المباشرة.
اتفاق وشيك أم صدام مرتقب؟
بهذه المواقف المتبادلة، يبدو أن الطرفين يرقصان على حافة اتفاق جديد… أو صدام محتمل.