في تطور جديد لجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلنت حركة حماس أنها قدمت تعديلات على المقترح الأميركي لوقف مؤقت لإطلاق النار، في حين وصفت الولايات المتحدة الرد بأنه “غير مقبول تمامًا”، ما يعكس تعقيدات إضافية في مفاوضات الوساطة الجارية.
المطالب الفلسطينية: وقف دائم وإعادة إعمار
وفقًا لموقع رويترز، أكدت حماس في بيان رسمي أن الهدف من الرد المقدم هو التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مع انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وشددت الحركة على ضرورة استئناف دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إصلاح البنية التحتية الحيوية كالكهرباء والمياه والصرف الصحي، إلى جانب السماح بإدخال مواد البناء لترميم المستشفيات والمدارس والمخابز.
تبادل أسرى على مراحل وضمانات دولية
أشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن حماس تسعى لتقسيم عملية تبادل الأسرى إلى ثلاث مراحل خلال هدنة تمتد 60 يومًا، مع إطلاق سراح 10 رهائن أحياء وتسليم جثامين 18 آخرين مقابل أكثر من 1200 أسير فلسطيني. وأوضح مسؤول في الحركة أن الوثيقة المقدمة تتضمن ضمانات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودول مثل مصر وقطر، وتشترط أن يتم الإعلان عن الاتفاق من قبل ترامب شخصيًا.
الموقف الإسرائيلي: لا لتعديلات حماس
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل وافقت على المقترح الأميركي، بينما تواصل حماس رفضه. وأضاف: “سنعمل على استعادة اسرانا وهزيمة حماس”. كما تشترط إسرائيل تفكيك البنية العسكرية والإدارية للحركة، وتسليم جميع الرهائن المحتجزين.
تصريحات أميركية حادة
المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قال إن رد حماس “يعيد الأمور إلى الوراء”، ودعا الحركة إلى قبول الإطار المقترح وبدء مفاوضات غير مباشرة الأسبوع المقبل.
الوضع الإنساني يتدهور في غزة
وسط استمرار القتال، أعلنت الأمم المتحدة أن الوضع في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب، حيث يواجه السكان خطر المجاعة. وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) أن المساعدات الحالية لا تلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات، ووصف المفوض فيليب لازاريني الوضع بأنه “مهزلة أمام مأساة جماعية”.
النقص الحاد في الغذاء والنهب
كشفت تقارير إنسانية أن قوافل المساعدات، خاصة تلك التابعة لبرنامج الأغذية العالمي، تعرضت للنهب على يد مجموعات مسلحة وسكان جائعين. وقالت المنظمة: “الناس جوعى بعد أكثر من 80 يومًا من الحصار الكامل ولم يعد بإمكانهم الانتظار”.
خلافات بشأن آليات التوزيع
بينما سمحت إسرائيل بدخول محدود لشاحنات تحمل دقيقًا إلى المخابز، رفضت منظمات إنسانية التعاون مع مؤسسة “غزة للإغاثة الإنسانية” المدعومة أميركيًا، متهمة إياها بانعدام الحياد. إسرائيل تنفي اتهامات استخدام التجويع كوسيلة ضغط، وتؤكد أنها تسهل دخول المساعدات، لكنها تتهم حماس بالاستيلاء على الشحنات.
خسائر بشرية وميدانية كبيرة
أعلنت إسرائيل أنها قتلت محمد السنوار، قائد حماس في غزة وشقيق يحيى السنوار، في ضربة استهدفت مستشفى جنوبي القطاع منتصف مايو. فيما واصلت قوات الاحتلال غاراتها وهجماتها البرية، مستهدفة منشآت حيوية ومواقع تصنيع الأسلحة، مما أجبر أكثر من مليوني فلسطيني على التكدس في مناطق محدودة، لا سيما مدينة خان يونس.