اختتم نادي مانشستر يونايتد جولته القصيرة في آسيا بزيارته لكل من ماليزيا وهونغ كونغ، ضمن رحلة استمرت ستة أيام. ورغم أن النادي حقق عوائد مالية قُدرت بحوالى 10 ملايين جنيه إسترليني، إلا أن النتائج على الأرض كانت محبطة، سواء داخل الملعب أو خارجه. فقد خسر الفريق أولى مبارياته أمام فريق “نجوم آسيان” بهدف دون رد، وهي مجموعة لاعبين لم يسبق لهم اللعب سويًا، بينما فاز في اللقاء الثاني بصعوبة 3-1 ضد فريق من هونغ كونغ.
سلوكيات اللاعبين تثير الجدل
أثارت تصرفات بعض اللاعبين استياء الجماهير، إذ قام أماد ديالو بإشارة مسيئة للجماهير، مبررًا ذلك بإهانات شخصية. كما بدا أليخاندرو غارناتشو غير مبالٍ خلال الأنشطة خارج الملعب، حيث ظهر وهو يتثاءب بملل في أكثر من مناسبة، قبل أن يختتم الرحلة بكلمة واحدة عبر إنستغرام: “أخيرًا”.
حضور جماهيري ضعيف وانتقادات إعلامية
لم تحظَ المباريات بحضور جماهيري كبير، وواجهت المنصة الرسمية للنادي على يوتيوب انتقادات حادة بعد أن بثت 35 ثانية فقط من المباراة الأولى، ثم حولت المشاهدة إلى خدمة مدفوعة عبر MUTV. مثل هذه الممارسات عمقت الفجوة بين النادي وجماهيره، وطرحت تساؤلات حول أولوية الربح على حساب العلاقة مع المشجعين.
ضغط بدني وزمني غير مبرر
انطلقت الجولة بعد ساعات فقط من ختام الموسم أمام أستون فيلا، دون منح اللاعبين أي راحة. ومع انطلاق تصفيات كأس العالم، سيواصل اللاعبون اللعب دون توقف حتى منتصف يونيو، على أن يعودوا لاحقًا للاستعداد لجولة ما قبل الموسم في السويد والولايات المتحدة. هذا الجدول المرهق يُثير تساؤلات حول جدوى هذه الجولات من الناحية البدنية والنفسية.
الأثر البيئي للجولات الدولية
أثارت الرحلة أيضًا مخاوف بيئية، إذ قطعت بعثة الفريق نحو 14 ألف ميل جوي، دون أي إعلان عن خطط لتعويض انبعاثات الكربون، بخلاف ما فعله النادي سابقًا. الانتقادات امتدت لتشمل الجانب الأخلاقي، خصوصًا أن النادي مملوك جزئيًا لشركات تعمل في صناعات بترولية وبلاستيكية.
انتقادات من داخل قطاع الكرة
أعرب كل من ديفيد ويلر، ممثل اللاعبين لشؤون الاستدامة، وماهيتا مولانغو، الرئيس التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين، عن قلقهما تجاه الجولات التي تُضاف إلى جدول مزدحم أصلاً، وتُجهد اللاعبين بدنيًا ونفسيًا. ويلر قال صراحة: “هم بشر، يتقاضون رواتب مرتفعة نعم، لكن أجسادهم وعقولهم لها حدود”.
مشكلة تتكرر في أندية أخرى
وفقًا لصحيفة الجارديان، ان مانشستر يونايتد ليس وحده في هذه المعادلة الخاسرة. ففي مايو 2024، خاض كل من توتنهام ونيوكاسل مباراة في أستراليا بعد ثلاثة أيام فقط من ختام الموسم، وصرح حينها اللاعب كيران تريبيير بأن التوقيت “كان غير مناسب”، خصوصًا قبيل مشاركته في يورو 2024. لاحقًا، عانت الفرق من إصابات وإرهاق بدني في بداية الموسم.
هل آن أوان إعادة النظر؟
رغم كل ما سبق، تبدو هذه الجولات باقية. ومع استمرار الأندية في التذرع بالحاجة إلى الموارد المالية، سنشهد المزيد من الرحلات إلى أقصى بقاع الأرض. وربما يكون مونديال الأندية المقبل مثالًا جديدًا على هذا التوجه، إذ تستعد “فيفا” لإطلاق نسخة جديدة بجوائز تتجاوز مليار دولار.
في ظل تزايد الضغوط البدنية والنفسية على اللاعبين، وتفاقم الأثر البيئي، تُطرح تساؤلات حقيقية حول ضرورة استمرار الجولات بعد نهاية الموسم. فهل يستحق 10 ملايين جنيه إسترليني كل هذا الضرر؟ يبدو أن نادي مانشستر يونايتد بدأ يدرك متأخرًا أن الصورة الذهنية لدى جماهيره أهم من عائدات محدودة.