شهدت سوق السيارات الكهربائية في الهند تطورًا لافتًا، بعد أن أعلنت شركتا هيونداي وكيا الكوريتان عن بيع حصصهما في شركة أولا إليكتريك (Ola Electric)، في صفقة بلغت قيمتها 6.89 مليار روبية هندية، أي نحو 80 مليون دولار.
تفاصيل الصفقة
باعت شركة هيونداي حصتها بالكامل في شركة أولا إليكتريك، والتي بلغت نسبتها 2.47%، وذلك بسعر 50.70 روبية هندية للسهم الواحد. في الوقت نفسه، قامت شركة كيا بتخفيض حصتها بنسبة 0.6%، حيث باعت أسهمها بسعر 50.55 روبية للسهم. ومع أن الصفقتين تم الإعلان عنهما، إلا أن حجم الحصة المتبقية لكيا لم يُكشف عنه، نظرًا لأن حصتها كانت أقل من 1%، وهي نسبة لا تُلزم بالإفصاح الرسمي وفقًا لقواعد البورصة الهندية.
تراجع في سعر السهم بعد الصفقة
تسببت الصفقة في هبوط حاد لسهم أولا إليكتريك بنسبة 8% خلال تعاملات يوم الثلاثاء، خاصة وأن البيع تم بسعر يقل بنحو 6% عن سعر الإغلاق ليوم الإثنين. وهذا يعتبر مؤشرا سلبيا يعكس ضعف ثقة المستثمرين في الأداء المالي للشركة.
خلفية الاستثمارات والتعاون السابق
يعود استثمار هيونداي وكيا في أولا إليكتريك إلى عام 2019، حين ضختا معًا 300 مليون دولار لدعم تطوير مركبات كهربائية وبناء البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية. وقد جاءت هذه الخطوة ضمن استراتيجية لتعزيز وجودهما في سوق النقل المستدام في الهند.
تحديات أولا إليكتريك في المرحلة الحالية
منذ إدراجها في البورصة في أغسطس 2024، تراجعت أسهم شركة أولا إليكتريك بشكل حاد، حيث فقدت أكثر من 46% من قيمتها. وفي تطور لاحق، أعلنت الشركة عن خسائر متزايدة في الربع الرابع، كما توقعت انخفاضًا إضافيًا في الإيرادات خلال الربع الأول من العام المالي الحالي. إلى جانب ذلك، تواجه الشركة ضغوطًا تنظيمية متصاعدة، فضلًا عن منافسة قوية من شركات الدراجات الكهربائية التقليدية. بهدف مواجهة هذه التحديات، اضطرت أولا إليكتريك إلى تقديم خصومات كبيرة، مما تسبب في تآكل هوامش الربح وتقليص العائدات.
تغير استراتيجي وانعكاسات على مستقبل أولا إليكتريك
يشير انسحاب هيونداي وتقليص حصة كيا إلى تغير في استراتيجية الشركتين في السوق الهندية، وربما إلى تراجع ثقتهما في جدوى الاستثمار في أولا إليكتريك على المدى القريب. في المقابل، تواجه أولا إليكتريك تحديات جوهرية تتطلب إعادة هيكلة وتحديث استراتيجياتها للبقاء في سوق يشهد نمواً متسارعًا وتنافسًا محتدمًا.