أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن المقترح الأميركي بشأن الاتفاق النووي الإيراني يتعارض مع المصالح الوطنية، مشددًا على أن بلاده لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم تحت أي ظرف. وقال خامنئي، في كلمة له الأربعاء، إن طهران لا تنتظر “الضوء الأخضر الأميركي” لاتخاذ قراراتها، واصفًا الطرح الأميركي بأنه “مناقض تماما لقدرات إيران وسيادتها”.
وفي خطابه المتلفز، وجه خامنئي انتقادًا حادًا لما وصفه بـ”الوقاحة الأميركية”، متسائلًا: “من أنتم لتقرروا ما إذا كان يحق لإيران امتلاك برنامج تخصيب؟”. وأضاف أن تخصيب اليورانيوم هو “الركيزة الأساسية لبرنامجنا النووي، ولذلك يهاجمه الأعداء باستمرار”.
الولايات المتحدة متهمة بمحاولة تفكيك البرنامج النووي
اتهم خامنئي الولايات المتحدة بمحاولة عرقلة برنامج إيران النووي وإضعاف قدراتها. وأضاف أن إيران اليوم تمتلك القدرة على إنتاج الوقود النووي، معتبرًا أن أي برنامج نووي حقيقي لا يمكن أن يقوم دون عمليات تخصيب مستمرة. كما طالب خامنئي بانسحاب القوات الأميركية من المنطقة، مشيرًا إلى أن “واشنطن لن تنجح في تقويض قدرات إيران النووية”.
نيويورك تايمز: المقترح الأميركي الجديد “غامض”
كشفت تقارير إعلامية أن سلطنة عمان تولت نقل المقترح الأميركي الجديد إلى طهران بصفتها وسيطًا في المفاوضات. وجاء ذلك بعد خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بين المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر إيرانية وأوروبية أن المقترح الجديد الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف يفتقر إلى الوضوح، خصوصًا في القضايا الجوهرية. ويتيح المقترح لإيران، بحسب المسؤولين الأميركيين، الاستمرار في تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة، ضمن خطة أوسع لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، مقابل السماح لها بالحصول على وقود نووي لمحطات الطاقة المدنية.
تفاصيل فنية للمقترح
يتضمن المقترح تسهيل بناء مفاعلات نووية في إيران بمساعدة أميركية ودولية، مع إقامة منشآت تخصيب تديرها دول من المنطقة. لكن في المقابل، سيكون على طهران إيقاف جميع عمليات التخصيب المحلية بمجرد تفعيل هذا التعاون.
أكد مسؤول إيراني لصحيفة نيويورك تايمز أن طهران سترد رسميًا على المقترح الأميركي خلال الأيام المقبلة. وعبّر عن استياء بلاده من تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، واصفًا حديثه عن “تفجير ما يريد” ضمن الاتفاق بأنه “خيال لا يمت للواقع بصلة”.
في المقابل، أفادت تقارير صحفية بأن القيادة الإيرانية رفضت المقترح الأميركي مبدئيًا. واعتبرت أن الطرح يتجاهل المصالح الإيرانية ويواصل التشدد بشأن ملف تخصيب اليورانيوم.
جولة جديدة من المفاوضات في الشرق الأوسط قد تنطلق قريبًا
أفاد موقع أكسيوس أن الجولة السادسة من المحادثات النووية قد تُعقد نهاية هذا الأسبوع في إحدى دول الشرق الأوسط. ووفقًا لمصادر إيرانية تحدثت للموقع، فإن طهران تهدف الحصول على “وضوح أكبر” بشأن آلية وتوقيت رفع العقوبات ضمن المقترح الأميركي.
تقدم محدود رغم الخلافات
كانت إيران والولايات المتحدة قد أجريتا خمس جولات تفاوضية منذ أبريل/نيسان، بوساطة عمانية. ورغم إعلان الطرفين تحقيق تقدم، لا تزال هناك خلافات أساسية، أبرزها حق إيران في مواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها.
تُظهر التصريحات والتسريبات الأخيرة تعقيد الموقف حول الاتفاق النووي الإيراني، وسط تمسك طهران بحقها في تخصيب اليورانيوم ورفضها لأي شروط أميركية قد تمس بسيادتها. ويبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة مع اقتراب موعد الجولة الجديدة من المفاوضات.