في خطوة مفاجئة، أعلن المدرب لوتشيانو سباليتي رحيله عن تدريب المنتخب الإيطالي بعد مواجهة مولدوفا، وذلك عقب الخسارة الثقيلة التي تلقاها “الآزوري” أمام منتخب النرويج بنتيجة 3-0 في مستهل مشوار تصفيات كأس العالم 2026.
تأكيد الإقالة من سباليتي نفسه
خلال مؤتمر صحفي مساء الأحد، كشف لوتشيانو سباليتي أن رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، غابرييلي غرافينا، أبلغه بقرار إقالته من تدريب المنتخب الوطني. وأوضح أن هذا القرار سيسري بعد مباراة إيطاليا أمام مولدوفا المقررة يوم الإثنين. رغم ذلك، أكد سباليتي تمسكه بالاستمرار، مشيرًا إلى أنه لم يكن ينوي الاستقالة، بل كان يفضل مواصلة مهامه حتى نهاية المشوار. وأضاف أنه سيقود الفريق في المباراة المقبلة، وبعدها سيتم إنهاء تفاصيل العقد بشكل رسمي.
ضغوط متراكمة بعد أداء مخيب في البطولات
تسلم سباليتي تدريب منتخب إيطاليا في سبتمبر 2023 خلفًا لروبرتو مانشيني، ونجح في قيادة الفريق إلى نهائيات يورو 2024. ومع ذلك، لم يكن الأداء في البطولة بالمستوى المطلوب. فبعد بداية مشجعة بالفوز على ألبانيا، تلقى المنتخب خسارة أمام إسبانيا، ثم اكتفى بتعادل صعب مع كرواتيا. ونتيجة لذلك، تأهل بصعوبة إلى دور الـ16، حيث تلقى هزيمة قاسية أمام سويسرا بنتيجة 2-0، مما زاد من الضغوط على المدرب وأثار الشكوك حول استمراريته.
نتائج متذبذبة في دوري الأمم الأوروبية
رغم الأداء الإيجابي في دوري الأمم الأوروبية، حيث تفوق على فرنسا بنتيجة 3-1 خارج الديار، وخسر فقط مرة واحدة في مرحلة المجموعات، فإن الخروج من ربع النهائي أمام ألمانيا، بعد التأخر 3-0 في الشوط الأول، أضعف موقف سباليتي.
الهزيمة القاسية أمام النرويج، في أولى مباريات التصفيات المؤهلة لمونديال 2026، شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير. فبعد فشل إيطاليا في التأهل لآخر نسختين من كأس العالم، لم يعد الاتحاد الإيطالي مستعدًا للمجازفة، ليتم اتخاذ قرار الإقالة قبل فوات الأوان.
كلمات وداعية مؤثرة
في ختام المؤتمر الصحفي، عبر سباليتي عن مشاعره بكلمات عاطفية تؤكد ارتباطه بالمنتخب. كما أوضح أنه ما زال يؤمن بقدرة الفريق على التأهل إلى كأس العالم، مشيرًا إلى مدى حبه لقميص المنتخب واحترامه الكبير للاعبين الذين دربهم. وبعد هذه التصريحات المؤثرة، غادر المدرب القاعة وعلامات التأثر واضحة على وجهه، والدموع تملأ عينيه، في مشهد يلخص نهاية مرحلة مليئة بالتحديات والطموحات.
مسيرة حافلة لم تحقق النجاح الدولي
يُعد سباليتي، البالغ من العمر 66 عامًا، من أبرز المدربين في إيطاليا، إذ سبق له تدريب أندية كبيرة مثل روما وإنتر ميلان وزينيت سان بطرسبرغ. وبلغ ذروة نجاحه حين قاد نابولي للفوز بلقب الدوري الإيطالي في عام 2023. ومع ذلك، لم تنعكس هذه النجاحات على تجربته مع المنتخب الوطني، التي جاءت أقل من التوقعات. فبعد فترة لم تتجاوز العامين، انتهت مسيرته مع “الآزوري” دون أن يتمكن من تحقيق الأهداف المأمولة على المستوى الدولي.