تفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة صباح الأحد بعد أن أطلق جنود إسرائيليون النار على مجموعة من الفلسطينيين قرب موقع لتوزيع المساعدات في مدينة رفح. وقد أسفر الحادث عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وقع إطلاق النار في وقت مبكر من اليوم، بينما كان الأهالي يحاولون الوصول إلى المواد الإغاثية لتأمين احتياجاتهم الأساسية. وقد جاء هذا التطور ليزيد من حدة المعاناة في جنوب غزة، حيث يواجه السكان ظروفًا معيشية صعبة وسط نقص حاد في الغذاء والدواء.
إطلاق نار خلال ساعات الحظر
قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه أطلق “نيران تحذيرية” تجاه مجموعة اقتربت من الجنود في وقت اعتبرته “خارج ساعات توزيع المساعدات”، أي قبل السادسة صباحًا. وأوضح البيان أن الأفراد تلقوا تحذيرات صوتية لمغادرة المنطقة، التي وُصفت بأنها “منطقة عمليات عسكرية”.
ورغم ذلك، لم يُفصح الجيش عن عدد الضحايا أو تفاصيل الإصابات، بينما أكد شهود عيان لوكالة رويترز، أن إطلاق النار تم بشكل مباشر تجاه مدنيين كانوا يحاولون الوصول إلى المساعدات.
ارتفاع عدد القتلى وتحذيرات من مجاعة وشيكة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن ما لا يقل عن 104 أشخاص استشهدوا خلال 24 ساعة فقط، من بينهم خمسة على الأقل سقطوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات في جنوب ووسط غزة. وتأتي هذه الأرقام في ظل تحذيرات منظمات أممية من مجاعة تلوح في الأفق في القطاع المحاصر.
مأساة عائلة فقدت معيلها أثناء البحث عن الطعام
قالت سناء دوغمة إن زوجها خالد، البالغ من العمر 36 عامًا، تم قتلة برصاصة في الرأس بينما كان في طريقه إلى مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح. وأضافت أن خالد خرج صباحًا على أمل تأمين طعام لأطفاله الخمسة، لكن رصاص الجنود قطع عليه الطريق. من جانبها، أوضحت عمته سلوى خلال الجنازة أن العائلة لم تكن تملك شيئًا يأكلونه، مؤكدة: “لم يكن في البيت حبة دقيق واحدة، وكان يحاول فقط إطعام أطفاله”.
دور مثير للجدل لمؤسسة غزة الإنسانية
تعود خلفية الحادثة إلى عمل منظمة “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي بدأت مؤخرًا توزيع المساعدات بعد توقف طويل. حيث تتعرض المؤسسة لاتهامات متكررة بعدم الحياد واستخدام مقاولين عسكريين أميركيين لتشغيل مواقعها. وكانت المؤسسة قد توقفت عن توزيع المساعدات يوم السبت، متهمة حركة حماس بإطلاق تهديدات حالت دون مواصلة عملياتها، وهو ما نفته الحركة.
عمليات محدودة للأمم المتحدة وسط انتقادات
رغم سماح إسرائيل لبعض عمليات الإغاثة الأممية بالعودة منذ 19 مايو، بعد حصار استمر 11 أسبوعًا، وصفت الأمم المتحدة الكميات التي سُمح بإدخالها بأنها لا تكفي، واعتبرتها مجرد “قطرة في بحر”.
حادثة رفح ليست الأولى، لكنها تلخص الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر. في ظل تزايد الاستهدافات قرب مراكز المساعدات وغياب ضمانات أمنية حقيقية، تتعاظم الحاجة لتحرك دولي حازم يحمي المدنيين ويضمن وصول المساعدات دون قيد أو تهديد.