شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا يوم الخميس، ليقترب من أدنى مستوى له منذ بداية عام 2025. يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتزايد الشكوك حول استقرار الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
مخاوف جيوسياسية تدفع المستثمرين لتقليل المخاطر
أعلنت الإدارة الأمريكية نقل موظفيها من بعض مناطق الشرق الأوسط نتيجة تصاعد المخاطر الأمنية، وهو ما أدى إلى ارتفاع مؤقت في أسعار النفط بنسبة 4٪ قبل أن تعاود الانخفاض. هذه التطورات أثارت قلق الأسواق العالمية وأثرت على شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر.
تراجع الدولار أمام العملات الآمنة
خسر الدولار ما يقارب 10٪ من قيمته أمام سلة من العملات منذ بداية العام. وقد انخفض بنسبة 0.6٪ أمام كل من الين الياباني والفرنك السويسري، وهما من أبرز العملات الآمنة. كما استقر الذهب عند مستوى 3,350 دولارًا للأونصة، مدعومًا بموجة البحث عن ملاذات آمنة.
التضخم الأميركي مستقر مؤقتًا… لكن التوقعات تشير إلى عودته
أظهر تقرير لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال شهر مايو تراجعًا في تكلفة البنزين والسيارات والإيجارات، مما ساهم في استقرار التضخم. إلا أن اقتصاديين يتوقعون عودة الضغوط التضخمية لاحقًا، نتيجة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة.
تراجع طفيف في أداء الأسواق العالمية
بعد موجة صعود قوية استمرت منذ أبريل، شهدت مؤشرات الأسهم العالمية بعض التراجع. فقد انخفض مؤشر MSCI العالمي بنسبة 0.1٪، بينما تراجع مؤشر STOXX 600 الأوروبي بنسبة 0.8٪، بقيادة قطاعات الطيران والسيارات نتيجة ارتفاع أسعار النفط. كما تراجعت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وNasdaq بنسبة 0.5٪.
مخاوف من تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران
نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير تأكيده أن طهران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، كاشفًا أن دولة “صديقة” في المنطقة حذرت إيران من احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية. هذا السيناريو دفع بعض المحللين، مثل كريس سيكلونا من Daiwa Capital، إلى التحذير من أن أي تصعيد كبير سيُربك الأسواق بشكل واسع ويزيد من تقلبات أسعار النفط.
أسواق قلقة في ظل الغموض الجيوسياسي
رغم الأمل الذي بعثته تصريحات إدارة ترامب حول اتفاق تجاري “رائع” مع الصين في بداية الأسبوع، فإن أجواء السوق يوم الخميس عكست حالة من الترقب والتوجس. استمرار التوترات في الشرق الأوسط، إلى جانب الهشاشة الواضحة في العلاقات الاقتصادية العالمية، يضع الأسواق المالية أمام اختبارات قاسية خلال الفترة المقبلة.