بدأ العد التنازلي لاستضافة الولايات المتحدة، إلى جانب كندا والمكسيك، لبطولة كأس العالم 2026، وسط تساؤلات متزايدة بشأن جاهزية المدن الأميركية لطمأنة الجماهير الدولية، في ظل سياسات الرئيس دونالد ترامب المثيرة للجدل بشأن الهجرة والأمن.
نشر قوات عسكرية يثير الجدل في لوس أنجلوس
عشية انطلاق فعاليات الاحتفال بعام على البطولة، أرسل الرئيس ترامب مشاة البحرية والحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجلوس لمواجهة احتجاجات متصاعدة. هذه الخطوة أثارت انتقادات حادة، أبرزها من حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، الذي وصف الإجراء بأنه “خطوة لا لبس فيها نحو السلطوية”.
لوس أنجلوس ونيويورك يحتفلون رغم التوتر
رغم الأجواء المتوترة، بدأت عدة مدن أميركية احتفالات “عام على انطلاق البطولة”. في نيويورك-نيوجيرسي، نظم المسؤولون المحليون فعالية على ضفاف نهر هدسون، خلفية جزيرة إيليس، احتفاءً باقتراب البطولة. وقد أكد أليكس لاسري، الرئيس التنفيذي للجنة التنظيمية المحلية، أن هدفهم هو ضمان تجربة رائعة لكل الزوار. كما أشار إلى أهمية التكيف مع المتغيرات السياسية والاجتماعية في أثناء تنظيم أحداث رياضية بهذا الحجم.
مخاوف حقوقية من سياسات الهجرة الأميركية
من جهتها، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى التعاون مع الحكومة الأميركية لضمان حماية حقوق اللاعبين والمشجعين والإعلاميين، بغض النظر عن خلفياتهم أو آرائهم.
وأكدت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في المنظمة، على ضرورة التزام فيفا بمواقف علنية تجاه المخاطر التي تشكلها السياسات الأميركية الحالية على نزاهة البطولة. كما دعت إلى وضع معايير واضحة للإصلاحات المطلوبة قبل انطلاق الحدث.
تحذيرات من تحالف حقوقي دولي
من ناحية أخرى، عبّر تحالف “الرياضة والحقوق”، وهو ائتلاف دولي يضم منظمات غير حكومية، عن قلقه الشديد بشأن تأثير السياسات الأميركية على حقوق الإنسان. ففي بيان صدر مؤخرًا، حذّر التحالف من وجود “مخاطر جدية وفورية” تهدد حقوق المهاجرين، خاصة في الولايات المتحدة، باعتبارها إحدى الدول المضيفة لكأس العالم 2026. ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد الإجراءات الأمنية والهجرة التي تنتهجها إدارة ترامب، ما يثير مخاوف بشأن احترام المعايير الحقوقية خلال الحدث العالمي.
البيت الأبيض يرد: سنضمن الأمن ونرحب بالجماهير
في المقابل، قال هاريسون فيلدز، نائب المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، في تصريح لوكالة رويترز إن الرئيس ترامب “فخور باستضافة البطولة” ويتطلع للترحيب بالجماهير من مختلف أنحاء العالم. كما أضاف فيلدز أن الإدارة الأميركية ستبذل كل الجهود لتسهيل دخول المشجعين “الملتزمين بالقانون”، مع الحرص على توفير أقصى درجات الأمان لضمان إقامة “بطولة تاريخية وآمنة”.
بطولة عالمية وسط تحديات محلية
في النهاية، وفي ظل الاستعدادات الجارية لاستضافة الولايات المتحدة لكأس العالم 2026، تتزايد التساؤلات حول قدرتها على تنظيم بطولة ناجحة تعكس قيم الرياضة العالمية. من ناحية، يرى كثيرون أن الحدث يمثل فرصة لتعزيز صورة أميركا كمركز للرياضة العالمية. ومن ناحية أخرى، تثير السياسات الداخلية المتعلقة بالهجرة والاحتجاجات قلقًا متصاعدًا لدى المنظمات الحقوقية والمشجعين الدوليين.
لذلك، يبقى السؤال مطروحًا: هل تستطيع الولايات المتحدة الفصل بين السياسة والرياضة وتقديم بطولة تليق بتطلعات الجماهير؟