بعد الرد الإيراني على أعنف هجوم عسكري إسرائيلي استهدف منشآت حساسة داخل إيران، سارع المستثمرون في الولايات المتحدة إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الدولار والذهب، وسط تصاعد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق.
الهجوم الإسرائيلي استهدف منشأة نطنز النووية تحت الأرض، وأسفر عن مقتل قيادات عسكرية بارزة في الحرس الثوري، مما دفع طهران إلى الرد بسلسلة من الضربات الجوية، وأدى ذلك إلى سماع دوي انفجارات في القدس وتل أبيب، في مؤشر على خطورة التصعيد.
أسعار النفط تقفز مع تنامي مخاوف الإمدادات
في ظل هذه التطورات، ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة وصلت إلى 14٪ خلال التداولات، قبل أن تستقر على ارتفاع بنسبة 7٪ في نهاية اليوم. ويخشى المستثمرون من أن يؤدي التصعيد إلى تعطيل الإمدادات النفطية، خاصة وأن إيران تطل على مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خُمس الاستهلاك العالمي من النفط.
رغم ذلك، ظل سعر خام برنت دون مستوى 80 دولارًا للبرميل. ووفقًا لإيرين تونكل، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في شركة BCA Research، فإن التأثير على الأسواق الأميركية سيظل محدودًا ما لم تتجاوز الأسعار حاجز 100 دولار، مما قد يؤثر على إنفاق المستهلكين ويزيد من الضغوط التضخمية.
الذهب والسندات الأميركية تعود للواجهة
في المقابل، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بأكثر من 1٪، مع تراجع مؤشرات وول ستريت الثلاثة بأكثر من 1٪. ويشير ذلك إلى عودة المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي.
كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، بسبب توقعات بأن ارتفاع أسعار الطاقة قد يؤدي إلى زيادة التضخم، مما يضع البنوك المركزية في موقف أكثر تشددًا في ما يتعلق بأسعار الفائدة.
مخاوف من اتساع رقعة الصراع
من جانبه، قال جيم بيرد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة Plante Moran “دخلنا مرحلة جديدة من الصراع مع الرد الإيراني، لكن التأثيرات الاقتصادية ستعتمد على مدى اتساع نطاق الحرب ومدتها”.
وأشار إلى أن تفاقم الأوضاع قد يدفع المستثمرين إلى زيادة الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب والسندات، لكنه لا يتوقع تغييرًا جوهريًا في التوجهات الاقتصادية على المدى الطويل ما لم تشمل الحرب دولًا إضافية أو تطال منشآت نفطية استراتيجية.
ردود أفعال سياسية تزيد الغموض
في سياق متصل، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هناك فرصة لا تزال قائمة أمام إيران لوقف التصعيد عبر التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وهو ما يضيف بعدًا سياسيًا للأزمة، خصوصًا مع استمرار الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية ومخاوف ارتفاع الأسعار.
جاك جاناسيفيتش، مدير محفظة في Natixis Investment Managers، أشار إلى أن الأزمات الجيوسياسية لا تحدث دائمًا صدمة دائمة في الأسواق، لكن ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي إلى تقليل جاذبية السندات الحكومية الأميركية في المرحلة المقبلة.
الأسواق في حالة ترقب حذر
رغم القفزة في أسعار النفط والذهب، لا يزال المستثمرون يتعاملون مع التوتر في الشرق الأوسط بحذر، ويترقبون تطورات محتملة قد تشمل تدخل أطراف إقليمية جديدة أو استهداف منشآت الطاقة. استمرار التصعيد سيشكل عامل ضغط إضافي على الأسواق العالمية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية القائمة.