في تطور لافت، شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على منشآت حيوية داخل إيران، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف إلى إبطاء برنامج طهران النووي. لكن طريقة تنفيذ الهجمات واختيار الأهداف يكشفان عن طموح أوسع، وهو السعي نحو تغيير النظام الإيراني.
أهداف تتجاوز الملف النووي
رغم أن الضربات استهدفت مواقع مرتبطة بالبرنامج النووي، مثل منشآت تخصيب اليورانيوم ومصانع الصواريخ، فإنها طالت أيضًا شخصيات بارزة في السلسلة القيادية العسكرية والعلمية داخل إيران. ويرى خبراء أن ذلك يعكس محاولة إسرائيلية لضرب مصداقية النظام داخليًا وإقليميًا.
دعوة مباشرة للشعب الإيراني
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجه خطابًا بالفيديو إلى الإيرانيين بعد ساعات من بدء الهجوم، قال فيه “النظام الإسلامي الذي يضطهدكم منذ قرابة 50 عامًا يهدد بتدمير إسرائيل. نحن نزيل هذا التهديد ونمهد الطريق لحريتكم”.
كما وصف نتنياهو النظام الإيراني بأنه في أضعف حالاته، داعيًا الشعب إلى “الوقوف ورفع صوته”، في إشارة ضمنية إلى دعم إسرائيل لأي حراك داخلي مناهض للسلطة.
استهداف محدود للمدنيين
وفقًا لما قاله مايكل سينغ، الباحث في معهد واشنطن للسياسات، فإن تركيز الهجمات على المنشآت العسكرية والعلمية، وتجنب وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين، يُظهر نية إسرائيلية لتمهيد الأرض لانتفاضة شعبية محتملة، بدلًا من إثارة نقمة شعبية ضدها.
عقبات أمام تغيير النظام
رغم كل ذلك، يظل تغيير النظام في طهران أمرًا معقدًا. فالنظام الإيراني يتمتع بدعم من أجهزة أمنية موالية وقاعدة اجتماعية واسعة، إلى جانب عداء تاريخي تجاه إسرائيل، لا يقتصر على السلطة بل يمتد إلى قطاعات من الشعب، خصوصًا داخل الأغلبية الشيعية.
عملية مستمرة وليست ضربة واحدة
الهجوم الإسرائيلي على إيران، بحسب تصريحات المسؤولين، ليس سوى المرحلة الأولى من عملية أوسع. ويرجح محللون أن تستمر إسرائيل في استهداف منشآت نووية إيرانية بهدف تأخير تقدم إيران في هذا المجال، رغم أن قدرتها على تدمير البرنامج بالكامل تبقى محدودة.
الموقف الإيراني والمجتمع الدولي
إيران تؤكد أن برنامجها النووي يهدف فقط إلى الاستخدامات المدنية. في المقابل، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع أن طهران انتهكت التزاماتها ضمن معاهدة عدم الانتشار.
الهجوم الإسرائيلي على إيران لا يهدف فقط إلى شل البرنامج النووي، بل يكشف عن نوايا أعمق تتعلق بإضعاف النظام من الداخل وربما التحريض على تغييره. لكن نجاح هذه الاستراتيجية سيظل مرهونًا بردة فعل الشارع الإيراني وموقف القوى الدولية.