في تطور نوعي ينذر بتصعيد إقليمي، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن يوم الأحد أنها استهدفت إسرائيل بصواريخ باليستية، وذلك بالتنسيق المباشر مع إيران، في أول إعلان علني من نوعه عن تعاون عسكري مشترك بين الطرفين.
استهداف تل أبيب بصواريخ باليستية
قال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان متلفز إن الجماعة أطلقت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عدة صواريخ باليستية باتجاه منطقة يافا، وسط إسرائيل. وأضاف أن العملية جاءت “انتصارًا للشعبين الفلسطيني والإيراني”، مؤكدًا أنها “نُفذت بالتنسيق مع عمليات الجيش الإيراني ضد العدو الإسرائيلي”.
صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل
من جهتها، ذكرت الجيش الإسرائيلي أن صافرات الإنذار انطلقت في عدة مناطق عقب إطلاق صواريخ من اليمن وإيران، في ظل استمرار التوترات العسكرية بين إسرائيل وطهران بعد الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة يوم الجمعة.
صاروخ حوثي يسقط في الضفة الغربية
في نفس يوم الضربة الإسرائيلية على إيران، أفادت السلطات الإسرائيلية بسقوط صاروخ أُطلق من اليمن في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. ولم تتبنَّ جماعة الحوثي مسؤوليتها عن هذا الصاروخ بالتحديد.
دعم متواصل لفلسطين
تأتي هذه الهجمات ضمن سلسلة من الضربات التي ينفذها الحوثيون ضد إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل. وتقول الجماعة إن عملياتها تهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني، رغم أن معظم صواريخها يتم اعتراضها قبل وصولها.
ردود إسرائيلية وأميركية على التصعيد
ردت إسرائيل بسلسلة من الضربات الانتقامية ضد مواقع حوثية. في الوقت نفسه، كثفت الولايات المتحدة هجماتها على الجماعة خلال الأشهر الماضية، قبل أن يوقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه العمليات، بعد أن وافق الحوثيون على وقف الهجمات ضد السفن الأميركية.
يكشف هذا الإعلان العلني عن تنسيق مباشر بين الحوثيين وإيران عن تحول استراتيجي في مسار الصراع في الشرق الأوسط، مما يثير مخاوف من اتساع رقعة المواجهة لتشمل أطرافًا جديدة بشكل أكثر تنظيمًا وتنسيقًا.
تصعيد يفتح الباب أمام تحالفات جديدة
تعكس الهجمات الحوثية الأخيرة بالتنسيق مع إيران تطورًا خطيرًا في طبيعة الصراع الإقليمي، حيث لم تعد المواجهة مقتصرة على ساحة واحدة، بل باتت تشهد تداخلًا واضحًا بين أطراف محور المقاومة في أكثر من جبهة. ومع استمرار التوتر بين إسرائيل وإيران، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من التصعيد، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة. في ظل هذه التطورات، يظل مستقبل الاستقرار الإقليمي مرهونًا بقرارات حاسمة من اللاعبين الدوليين والإقليميين على حد سواء.