تشهد أسواق المال الخليجية هزات عنيفة منذ صباح الأحد، إثر تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل وشن كل طرف ضربات عسكرية متبادلة، مما زاد المخاوف من توسع رقعة النزاع في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة.
إسرائيل تستهدف منشآت استراتيجية إيرانية
أعلنت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ومواقع عسكرية إيرانية، في إطار عملية وصفتها بـ”الممتدة”، لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
إيران ترد بإلغاء المحادثات النووية
في المقابل، ردت إيران بشن ضربات على أهداف إسرائيلية، وأعلنت رسميًا تعليق المفاوضات النووية التي كانت مقررة يوم الأحد، وهو ما وصفته الولايات المتحدة بـ”الفرصة الأخيرة” لوقف القصف الإسرائيلي.
انهيارات في مؤشرات البورصة الخليجية
تراجع مؤشر بورصة قطر بنسبة 2.9% في التعاملات الصباحية عند الساعة 08:15 بتوقيت غرينتش، في ظل أجواء من التوتر الإقليمي المتصاعد. وبالتزامن مع هذا الانخفاض، هبطت أسهم شركة ناقلات الغاز القطرية (ناقلات) بنسبة 3.1%، مما يعكس القلق من تعطل محتمل في قطاع الطاقة.
كما سجلت شركة الكهرباء والماء القطرية خسائر بلغت 1.7%. أما بنك قطر الوطني (QNB)، أكبر مؤسسة مصرفية في الخليج، فقد خسر 3.3% من قيمته السوقية، في إشارة إلى تأثر القطاع المالي بالمخاطر الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة.
مخاوف من تعطل صادرات الطاقة
زاد التوتر بعد استهداف إسرائيل بنية تحتية للطاقة في إيران، من بينها منشأة بحرية في حقل “بارس الجنوبي” المشترك مع قطر، وهو أحد أهم مصادر إنتاج الغاز الإيراني، ما زاد القلق من احتمال تعطل صادرات الطاقة الإقليمية.
أداء الأسواق الخليجية الأخرى
في السعودية، تعافت الأسواق جزئيًا بعد بداية حمراء، إذ تراجع مؤشر السوق السعودية (تاسي) بنسبة 1.6% فقط، بعدما سجل هبوطًا حادًا بلغ 3.6% عند الافتتاح.
في المقابل، كانت الخسائر في الكويت أكثر حدة، حيث تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 4.3%. ويُعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى هبوط أسهم طيران الجزيرة بنسبة 10%، بعدما بدأت شركات الطيران تجنب التحليق فوق أجزاء واسعة من المجال الجوي للمنطقة، ما أثر سلبًا على قطاع النقل الجوي.
في سلطنة عمان، تراجع مؤشر بورصة مسقط بنسبة 1.5%، بينما سجل مؤشر البحرين انخفاضًا أكثر اعتدالًا بلغ 0.8%. ومن الجدير بالذكر أن سلطنة عمان كانت تلعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة في المحادثات النووية، ما يضفي بعدًا دبلوماسيًا على تأثرها الاقتصادي.
أما في الإمارات، فقد أغلقت بورصتا دبي وأبوظبي تعاملاتهما يوم الجمعة على انخفاض بلغ 1.9% و1.3% على التوالي، وسط مخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية. ومن المتوقع أن تستأنف التداولات في السوقين يوم الإثنين.
تل أبيب أيضًا تتأثر
افتتحت أسواق الأسهم في تل أبيب على انخفاض بنسبة 1.5%، في ظل استمرار التوتر وتوسع دائرة الاشتباكات.
في النهاية، تعكس الاضطرابات في أسواق الخليج بشكل واضح التأثير المباشر للتصعيد الجيوسياسي بين إسرائيل وإيران. ومع استمرار الضربات المتبادلة وتعليق المحادثات النووية، تزداد المخاوف من تفاقم الوضع. ونتيجة لذلك، تبقى المنطقة مكشوفة أمام مزيد من الهزات الاقتصادية، لا سيما في قطاعات حساسة مثل المال والطاقة والطيران، ما يهدد باستمرار حالة عدم الاستقرار في الأسواق.