في تطور ميداني خطير، تبادلت إسرائيل وإيران الضربات العسكرية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما صرح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأن “إنهاء هذا النزاع الدموي ممكن بسهولة”، محذرًا طهران من استهداف القوات الأميركية.
ترامب يحذر ويتحدث عن “صفقة محتملة”
قال ترامب في رسالة نشرها عبر منصة Truth Social إن الولايات المتحدة سترد بقوة غير مسبوقة إذا تعرضت لأي هجوم من إيران، مؤكدًا أن القوة الكاملة للقوات المسلحة الأميركية “ستنهمر عليكم بمستويات لم يشهدها أحد من قبل”. وفي سياق حديثه، أشار ترامب إلى أن التوصل إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل ممكن، معتبرًا أن إنهاء هذا الصراع الدامي لا يتطلب الكثير من التعقيد. مع ذلك، لم يوضح أي تفاصيل حول طبيعة هذا الاتفاق أو الخطوات المقترحة لتحقيقه.
إسرائيل تضرب منشآت إيرانية وتحذر السكان
واصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ غاراته على مواقع حيوية داخل إيران، مستهدفًا منشآت بالغة الأهمية. من بين أبرز تلك الأهداف، مبنى وزارة الدفاع الإيرانية الذي تعرّض لأضرار جزئية، وفق ما أفادت به وكالة تسنيم. وفي تطور آخر، اندلعت النيران في مصفاة نفط تقع قرب طهران نتيجة القصف. كذلك، استُهدف مستودع نفط في منطقة شهران، إلا أن السلطات الإيرانية سارعت إلى الإعلان بأن الوضع هناك “تحت السيطرة”. هذا التصعيد يعكس اتساع نطاق العمليات العسكرية بشكل مقلق.
كما حذرت إسرائيل المدنيين الإيرانيين القاطنين قرب المنشآت العسكرية من البقاء في أماكنهم، مشيرة إلى أن ما حدث حتى الآن “لا يُقارن بما هو قادم”، وفق تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ضحايا مدنيون بأعداد كبيرة في إيران وإسرائيل
أعلنت إيران عن ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير منذ بدء الهجوم الإسرائيلي. في اليوم الأول، قُتل 78 شخصًا، وفقًا لما ذكرته السلطات الإيرانية. وفي اليوم التالي، لقي أكثر من 60 شخصًا مصرعهم بعد أن دمر صاروخ مبنى سكنيًا مكوّنًا من 14 طابقًا في طهران، وكان من بين الضحايا 29 طفلًا. في المقابل، أسفرت الهجمات الصاروخية على إسرائيل عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم أطفال، بعد سقوط صواريخ على عدد من المباني السكنية. يعكس هذا التصعيد الدموي حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة في كلا الجانبين.
هجمات صاروخية إيرانية ترعب الإسرائيليين ليلًا
بدأت الهجمات الإيرانية على إسرائيل قرابة الساعة 11 مساءً بتوقيت القدس، ما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في مدينتي القدس وحيفا. على الفور، لجأ نحو مليون شخص إلى الملاجئ تحسبًا لأي تصعيد إضافي. في تلك الأثناء، سُمعت أصوات انفجارات قوية في تل أبيب، نتيجة تصدي أنظمة الدفاع الجوي للصواريخ الإيرانية. لاحقًا، رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى، لكنه عاد وألغى أوامر البقاء في الملاجئ بعد نحو ساعة من بدء الهجوم، في إشارة إلى تراجع حدة التهديد المباشر مؤقتًا.
الحوثيون يدخلون الصراع ويستهدفون وسط إسرائيل
في تطور جديد، أعلن الحوثيون في اليمن، الحليف الإقليمي لإيران، أنهم أطلقوا عدة صواريخ باليستية استهدفت مدينة يافا الإسرائيلية. هذه هي المرة الأولى التي ينخرط فيها أحد حلفاء إيران بشكل مباشر في القتال.
من جهتها، حذرت إيران الدول الداعمة لإسرائيل من أن قواعدها العسكرية في المنطقة ستكون أهدافًا مشروعة، إذا شاركت في التصدي للصواريخ الإيرانية.
إيران تتهم إسرائيل بمحاولة إفشال المفاوضات النووية
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى إفشال المحادثات النووية التي كانت مقررة في عمان، قبل أن تلغى بعد التصعيد العسكري. وأضاف أن “إيران تدافع عن نفسها ضد عدوان مدعوم أميركيًا”، مشيرًا إلى أن المفاوضات لا يمكن أن تتم “في ظل الهجمات الوحشية”.
في النهاية، تدخل الحرب بين إسرائيل وإيران منعطفًا أكثر خطورة، مع تزايد عدد الضحايا، واتساع دائرة الدول المنخرطة. وفيما يلمح ترامب إلى إمكانية تحقيق “صفقة سلام”، يبدو أن مسار التصعيد العسكري لا يزال هو العنوان الأبرز في المرحلة الراهنة.