في تصعيد جديد للعنف الطائفي في نيجيريا، قُتل أكثر من 100 شخص في هجوم دموي استهدف قرية يليواتا الواقعة في منطقة غوما بولاية بينو. وقع الهجوم في وقت متأخر من مساء الجمعة، واستمر حتى صباح السبت، مخلفًا دمارًا واسعًا وأعدادًا كبيرة من الضحايا.
تفاصيل الهجوم: استهداف السكان أثناء نومهم
بحسب ما نقله شهود عيان، اقتحم مسلحون يشتبه في أنهم من الرعاة المسلحين المنطقة، وأضرموا النار في مخيمات السكان بعد صب البنزين عليها. كثير من الضحايا لقوا حتفهم حرقًا أثناء نومهم، في مشهد مأساوي هز الرأي العام المحلي.
وقد استمر الهجوم لنحو ساعتين، وخلاله تم تدمير عشرات المنازل المتواضعة، وتعرضت العائلات للحصار داخل مساكنها المشتعلة دون قدرة على الفرار.
عدد القتلى والمصابين يتجاوز المئة
أكد دينيس دينن، رئيس اتحاد مزارعي وادي بينو، أن 102 شخصًا لقوا مصرعهم، بينما تم نقل أكثر من 100 مصاب إلى مستشفى ولاية بينو الجامعي، بعضهم في حالة حرجة. كما أطلق المستشفى نداءً عاجلًا للمواطنين للتبرع بالدم، في محاولة لإنقاذ المصابين، وسط نقص حاد في الموارد الطبية.
رد السلطات: وعود بملاحقة الجناة
من جانبه، صرح جوزيف هار، المستشار الأمني لحاكم ولاية بينو، بأن السلطات تتابع الموقف عن كثب، وتقوم بتقييم حجم الخسائر، وتعمل على تحديد هوية المهاجمين.
كما نشرت الشرطة المحلية بيانًا أعربت فيه عن “بالغ الحزن” لسقوط هذا العدد من الضحايا، متعهدة بملاحقة الجناة “دون هوادة” وتعزيز التواجد الأمني في المنطقة. كما أكد أوديمي إيديت، المتحدث باسم شرطة ولاية بينو، إرسال وحدات تكتيكية إلى موقع الهجوم لضمان استقرار الأوضاع.
خلفية الصراع: نزاع مزمن على الموارد
تعتبر هذه الحادثة من أكثر الهجمات دموية في نيجيريا خلال الأشهر الأخيرة، وهي جزء من نزاع طويل الأمد بين الرعاة الرحل والمزارعين، الذين يتقاتلون على الأراضي الزراعية ومصادر المياه، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد.
كما تشهد نيجيريا، الدولة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 200 مليون نسمة، توترات متكررة بين الجماعات العرقية، غالبًا ما تتطور إلى مواجهات دموية تهدد الاستقرار المجتمعي.
هل تتجه نيجيريا إلى مزيد من التصعيد؟
الهجوم على قرية يليواتا يسلط الضوء من جديد على هشاشة الوضع الأمني في نيجيريا، وتحديات الحكومة في السيطرة على النزاعات المحلية. وبينما تستمر الجهود لاحتواء التوتر، تظل الحاجة ملحة لحلول جذرية تنهي دائرة العنف بين المزارعين والرعاة.