شهدت الأسهم العالمية بداية هادئة هذا الأسبوع، حيث ارتفعت المؤشرات بشكل طفيف يوم الإثنين، بينما انخفضت أسعار النفط بنسبة ضئيلة، لكنها احتفظت بمعظم مكاسبها التي حققتها الأسبوع الماضي. يأتي ذلك وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بالتزامن مع اجتماعات مرتقبة للبنوك المركزية حول العالم.
التصعيد بين إيران وإسرائيل يضغط على الأسواق
في وقت يتجمع فيه قادة مجموعة السبع في كندا، يزداد الغموض الاقتصادي العالمي بسبب تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. وعلى الرغم من خطورة الوضع، لم تظهر الأسواق المالية ردود فعل عنيفة، إذ حافظت العملات على استقرارها وارتفعت العقود الآجلة لأسهم وول ستريت بعد تراجع طفيف في بداية الجلسة.
أسعار النفط: تراجع طفيف بعد ارتفاع حاد
تراجعت أسعار خام برنت بنسبة 0.5% إلى 73.85 دولارًا للبرميل، بعدما سجلت قفزة بنسبة 13% الأسبوع الماضي. ويثير هذا الارتفاع مخاوف من تأثيره التضخمي، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى توخي الحذر بشأن خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر يوم الأربعاء. كما يتوقع المستثمرون خفضين في أسعار الفائدة بحلول ديسمبر، على أن يكون أولها في سبتمبر.
تصريحات المحللين: الأسواق متوترة لكن غير مذعورة
أوضح “بن لايدلر”، رئيس استراتيجية الأسهم في بنك Bradesco BBI، أن المرونة في توقعات الفيدرالي لا تزال قائمة، خاصة مع غياب إشارات واضحة على انتقال تأثير الرسوم الجمركية إلى مستويات التضخم. وأضاف أن الأوضاع في الشرق الأوسط تمثل التحدي الأكبر حاليًا. الأسواق لا تظهر خوفًا مفرطًا، لكنها تتعامل مع أسبوع مزدحم جدًا.
مؤشرات الأسهم: مكاسب خجولة حول العالم
شهدت مؤشرات الأسواق العالمية تحركات محدودة مع بداية الأسبوع. فقد ارتفع مؤشر MSCI العالمي بنسبة 0.2%، ليظل قريبًا من أعلى مستوياته التاريخية، ما يعكس حالة من التفاؤل الحذر بين المستثمرين. في الوقت نفسه، صعد مؤشر STOXX 600 الأوروبي بنسبة 0.3%، مدعومًا بأداء مستقر للقطاعات الرئيسية.
أما في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.5%، ما يشير إلى توقعات إيجابية لجلسات التداول المقبلة. وعلى الجانب الآسيوي، سجلت الأسهم الصينية مكاسب طفيفة، وذلك بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة التي أظهرت نموًا فاق التوقعات خلال شهر مايو.
تحركات العملات: النفط يعزز عملات المصدرين
في سوق العملات، تراجع الدولار الأميركي أمام اليورو بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.1582 دولار، بينما استقر مقابل الين الياباني عند 144.10 ين. ويُعتبر ارتفاع أسعار النفط سلبيًا بالنسبة لليورو والين بسبب اعتماد أوروبا واليابان على استيراد الطاقة، بينما تستفيد عملات مثل الكرونة النرويجية والدولار الكندي من كون بلديهما مصدرين رئيسيين للنفط.
كما أشار محللون في “دويتشه بنك” إلى أن الدول ذات الفائض في الميزان الطاقي ستشهد دعمًا لعملاتها، مؤكدين أن تحول الولايات المتحدة إلى مصدر للطاقة يمنح الدولار ميزة إضافية.
البنوك المركزية: قرارات مرتقبة هذا الأسبوع
من المتوقع أن تعقد بنوك مركزية في النرويج والسويد اجتماعات مهمة هذا الأسبوع، وسط توقعات بتوجه البنك المركزي السويدي نحو خفض أسعار الفائدة لمواجهة التباطؤ الاقتصادي.
أسبوع حاسم للأسواق العالمية
بين تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وترقب قرارات حاسمة من البنوك المركزية، تبدو الأسواق المالية في حالة ترقب مشوب بالحذر. وعلى الرغم من التحديات، فإن الهدوء النسبي في ردود الأفعال يشير إلى ثقة المستثمرين بأن الإجراءات المقبلة قد تسهم في الحفاظ على التوازن الاقتصادي العالمي.