شهدت الأسواق العالمية تراجعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، حيث انخفضت الأسهم في حين ارتفعت أسعار النفط والذهب، مع دخول القتال بين إسرائيل وإيران يومه الخامس. تصاعد المخاوف بشأن احتمال توسع النزاع في الشرق الأوسط، الذي يعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة عالميًا، دفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة.
تحركات الأسواق العالمية
في بداية التداول، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.7٪ قبل أن تعوض بعض الخسائر لاحقًا. في المقابل، قفزت أسعار النفط بنسبة 2.2٪ لتصل إلى 74.85 دولارًا للبرميل، ما يعكس مكاسب أسبوعية تقارب 11٪. كذلك، ارتفع الذهب بنسبة 0.3٪، مدعومًا بإقبال المستثمرين على الأصول الآمنة.
تصريحات سياسية تزيد الضغوط
في سياق التطورات، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إخلاء طهران بشكل فوري، كما قرر تقصير مشاركته في قمة مجموعة السبع في كندا. كما طلب ترامب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات لمواجهة أي تطورات مفاجئة.
البنوك المركزية تحت المجهر
يزيد من تعقيد المشهد الإقتصادي سلسلة من اجتماعات البنوك المركزية خلال الأسبوع، تبدأ ببنك اليابان وتشمل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبنك إنجلترا، والبنك الوطني السويسري. ويرى المحللون أن المستثمرين يواجهون صعوبة في اتخاذ قرارات واضحة وسط هذا الكم من الغموض.
كما صرح كبير المحللين في IG، كريس بوشامب، قائلًا “من الصعب على المستثمرين حاليًا تحديد اتجاه واضح، وهناك قلق واضح من استمرار الاحتفاظ بالأسهم في هذه الظروف”.
أداء الأسواق الأوروبية والذهب
في أوروبا، تراجع مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.7٪ ليقترب من أدنى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع. وفي الوقت نفسه، بقيت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو مستقرة، في ظل اتجاه المستثمرين نحو السندات الأمريكية، مما أدى إلى انخفاض عوائدها.
قلق من تأثيرات أوسع على سوق النفط
ما يقلق المستثمرين بشكل خاص هو احتمالية امتداد النزاع الإسرائيلي الإيراني إلى باقي دول الشرق الأوسط، مما قد يهدد إمدادات النفط العالمية. وحتى الآن، لم تُسجل أي اضطرابات مباشرة في الإنتاج، إلا أن حادث تصادم بين سفينتين في خليج عمان زاد من توتر الأسواق.
سياسة بنك اليابان وتوجهاته
قرر بنك اليابان، أول البنوك المركزية التي أعلنت قراراتها هذا الأسبوع، الإبقاء على سعر الفائدة قصيرة الأجل دون تغيير عند 0.5٪، مع التلميح إلى إبطاء وتيرة خفض حيازته من السندات الحكومية. هذا القرار جاء في ظل ضعف الطلب على السندات اليابانية وقلق الأسواق من تصاعد الدين العام.
ارتفع الين الياباني بشكل طفيف مقابل الدولار، فيما صعدت عوائد السندات لعشر سنوات إلى 1.475٪. وعلق كبير الاقتصاديين في معهد ميزوهو للأبحاث، سايسوكي ساكاي، قائلًا “قرار التباطؤ في تقليص مشتريات السندات جاء متوافقًا مع توقعات السوق، وساهم في استقرار العوائد طويلة الأجل”.
في النهاية، تعكس التحركات الأخيرة في الأسواق حجم القلق من التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط. ومع استمرار الغموض بشأن السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى، يبقى المستثمرون في حالة ترقب وحذر، بانتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة.