في خطوة لافتة، تستعد شركة انفيديا (Nvidia) الأميركية للمشاركة لأول مرة في معرض الصين الدولي لسلاسل التوريد، والذي سيُعقد في بكين بين 16 و20 يوليو 2025، وفقًا لما ذكرته رويترز عن التلفزيون الصيني الرسمي (CCTV).
أكثر من 230 شركة جديدة في نسخة هذا العام
من المتوقع أن تستقطب النسخة الثالثة من المعرض أكثر من 230 شركة جديدة من الصين والخارج. ويعتبر الحدث منصة مهمة لعرض التوجهات في قطاع سلاسل الإمداد، رغم أنه لا يشتهر بعقد صفقات تجارية كبرى.
تحديات انفيديا في السوق الصينية
تأتي مشاركة انفيديا، الرائدة عالميًا في تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي، في وقت تواجه فيه تحديات متزايدة في السوق الصينية. فقد تراجعت حصتها في الصين نتيجة القيود الصارمة التي تفرضها واشنطن على تصدير الرقائق المتقدمة، ضمن جهودها للحد من وصول الصين إلى التقنيات المتطورة. ورغم ذلك، تسعى انفيديا من خلال هذه المشاركة إلى تأكيد التزامها تجاه السوق الصينية، وإعادة ترسيخ وجودها وسط بيئة تنافسية معقّدة.
أهمية المعرض محليًا وعالميًا
يمثل معرض سلاسل التوريد الصيني منصة رئيسية تجمع بين المصنعين، مقدمي الخدمات، والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم. ويكتسب الحدث أهمية متزايدة في ضوء سعي الدول لتعزيز الاكتفاء الذاتي والتنوع في سلاسل الإمداد، بعد الاضطرابات التي شهدها العالم خلال جائحة كورونا.
الحضور الأميركي الأكبر رغم التوترات التجارية
ورغم تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أشار تقرير CCTV إلى أن الشركات الأميركية ستشكّل أكبر وفد أجنبي في المعرض هذا العام، بزيادة بلغت 15% مقارنة بعام 2024. هذا الحضور الواسع يعكس استمرار حرص الشركات الأميركية على التواجد في السوق الصينية، رغم التعقيدات الجيوسياسية.
خلفية سياسية واقتصادية
كما ألقى رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ كلمة خلال افتتاح النسخة الأولى من المعرض عام 2023، مؤكدًا على موثوقية سلاسل التوريد الصينية، في وقت كانت فيه بعض الدول الغربية تدعو إلى تقليل الاعتماد على الصين.
مشاركة رمزية تحمل رسائل استراتيجية
في النهاية، تمثل مشاركة انفيديا في معرض سلاسل التوريد بالصين أكثر من مجرد حضور تجاري، فهي رسالة ضمنية عن استمرار الانفتاح الأميركي على السوق الصينية رغم القيود المتصاعدة. وبينما تحاولالشركات العالمية الحفاظ على موطئ قدم في واحدة من أكبر الأسواق التكنولوجية في العالم، يظل هذا النوع من الفعاليات منصة لتأكيد الالتزام، واستكشاف فرص التعاون، وسط مشهد عالمي يشهد تقلبات اقتصادية وجيوسياسية متسارعة.