انطلقت النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية في مدينة ميامي بأجواء احتفالية وجماهيرية فاقت التوقعات. شهدت المدرجات امتلاءً ملحوظًا منذ اللحظات الأولى، مدفوعة بـ”هوس ميسي” الذي اجتاح المدينة، ما منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) دعمًا مبكرًا أمام الانتقادات السابقة المتعلقة بضعف الإقبال المحتمل.
إنتر ميامي في قلب الحدث بفضل ميسي
شارك نادي إنتر ميامي بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في المباراة الافتتاحية أمام نادي الأهلي المصري، في مواجهة انتهت بالتعادل السلبي. حضر اللقاء نحو 61 ألف مشجع في ملعب “هارد روك”، في مشهد أعاد للأذهان أجواء المونديال.
ورغم عدم تسجيل ميسي لأي أهداف، إلا أن حضوره طغى على الحدث، حيث قدم لمحات فنية نادرة ونال تحية الجماهير قبل انطلاق المباراة.
مواجهات مثيرة وحضور عالمي
في اليوم التالي، شهدت البطولة مباراة مثيرة جمعت باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد، وانتهت بفوز ساحق 4-0 لصالح النادي الباريسي، بطل دوري الأبطال. كما سجلت البطولة حضورًا لافتًا من جماهير بوكا جونيورز، التي حولت شاطئ ميامي إلى ساحة احتفال صاخبة، فيما وصفه البعض بـ”كرنفال كروي مصغر”.
وأفادت الفيفا بأن التذاكر الأكثر مبيعًا كانت لمباريات ريال مدريد وبوكا جونيورز، مع إقبال كبير من أسواق مثل البرازيل، الأرجنتين، والمكسيك، إلى جانب الولايات المتحدة.
فجوة المستوى تثير القلق
رغم الحماس الجماهيري، كشفت النتائج عن فجوة مقلقة في المستوى بين الأندية المشاركة، حيث سحق بايرن ميونيخ فريق أوكلاند سيتي بنتيجة 10-0، ما أعاد فتح النقاش حول مدى توازن المنافسة في البطولة.
صفقة بث ضخمة بقيادة DAZN
في محاولة لتعزيز انتشار البطولة عالميًا، وقعت الفيفا اتفاقًا مع منصة DAZN لبث البطولة مجانًا حول العالم ضمن صفقة تقدر قيمتها بمليار دولار. وتأتي هذه الصفقة بالتوازي مع استحواذ صندوق الاستثمار السعودي (PIF) على حصة في DAZN، مما يعكس اتساع النفوذ السعودي في قطاع الرياضة العالمية.
نحو تمهيد الطريق لمونديال 2026
تُعد هذه النسخة من كأس العالم للأندية اختبارًا حقيقيًا لاستراتيجية الفيفا قبل تنظيم كأس العالم 2026 في أميركا الشمالية. وتطمح المؤسسة الكروية إلى تحويل هذه البطولة إلى منصة جذب رقمية عالمية، مستفيدة من شهرة ميسي وشراكات البث الجديدة.
في النهاية، قدّمت بطولة كأس العالم للأندية انطلاقة قوية من حيث الحضور الجماهيري والزخم الإعلامي، مدفوعة بنجومية ميسي وشغف الجماهير اللاتينية. ومع ذلك، تظل الحاجة قائمة لمعالجة التفاوت الفني بين الأندية. وتبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مدى نجاح هذه الصيغة الجديدة على المدى الطويل.