في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في علاقة شركات التكنولوجيا بالمؤسسات العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن توقيع عقد مع شركة OpenAI بقيمة 200 مليون دولار لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة تدعم الأمن السيبراني والدفاع الوطني.
أهداف العقد: أمن سيبراني واستجابة أسرع
وفقًا لبيان صادر عن البنتاغون، يهدف هذا التعاون إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي رائدة قادرة على المساهمة في معالجة تحديات الأمن القومي. ويشمل ذلك تطبيقات ميدانية في ساحة المعركة، بالإضافة إلى تحسين كفاءة العمليات الإدارية داخل الوزارة.
OpenAI تدخل للمرة الأولى إلى القطاع الحكومي
من جهتها، أوضحت شركة OpenAI أن هذا العقد يعتبر أول مشروع ضمن مبادرة جديدة تهدف إلى توفير تقنيات الذكاء الاصطناعي للموظفين الحكوميين على المستويين الفيدرالي والمحلي. كما ستوفر الشركة نماذج مخصصة يتم استخدامها ضمن نطاق محدود ووفقًا لسياساتها الداخلية.
التزام بالقيود الأخلاقية رغم الجدل
رغم الانتقادات التي طالت OpenAI عقب تعديل شروط الاستخدام وإزالة الحظر الصريح على الاستخدامات العسكرية، أكدت الشركة أن أدواتها لن يتم استخدامها في تطوير أسلحة أو إلحاق الأذى بالمدنيين أو الممتلكات. كما ذكرت أن التعاون سيبقى خاضعًا لقيود أخلاقية واضحة.
مجالات الدعم: من الصحة إلى الدفاع السيبراني
يشمل العقد مجالات متنوعة تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة لأفراد الجيش الأمريكي وعائلاتهم. من بين أبرز هذه المجالات، يبرز تسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، مما يسهم في تقليص فترات الانتظار وتحسين جودة الدعم الطبي.
كذلك، يركز التعاون على تحسين إدارة البيانات المرتبطة بالبرامج والتمويل، بما يعزز الكفاءة ويقلل من التعقيدات الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، يُعد تعزيز الدفاع السيبراني الاستباقي من الأولويات، حيث تسعى OpenAI إلى تطوير أدوات تُمكن من اكتشاف التهديدات الإلكترونية مبكرًا والحد من آثارها المحتملة.
خلفية التعاون: شراكة متسارعة مع الجيش
تأتي هذه الخطوة بعد تعاون سابق في ديسمبر 2024 بين OpenAI وشركة Anduril، لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار. هذا الاتجاه يعكس تصاعدًا سريعًا في دمج الذكاء الاصطناعي بالأنظمة الدفاعية الأمريكية.
منافسون يتبعون المسار ذاته
يتزامن الإعلان عن العقد مع تحولات مماثلة في قطاع التكنولوجيا. فقد أعلنت شركات كبرى مثل أنثروبيك، جوجل، وميتا عن تخفيف القيود المفروضة على استخدامات الذكاء الاصطناعي في السياقات العسكرية، مما يُشير إلى تغيير جذري في علاقة الشركات الخاصة بالقطاعات الدفاعية.
شراكة تفتح أبوابًا جديدة أمام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري
يمثل توقيع العقد بين وزارة الدفاع الأمريكية وOpenAI خطوة مفصلية في مسار دمج الذكاء الاصطناعي بالقطاع العسكري الأمريكي. وبينما يفتح هذا التعاون آفاقًا جديدة لتحسين الأداء الدفاعي والإداري، يثير في الوقت ذاته تساؤلات أخلاقية حول حدود استخدام هذه التقنيات. ومع تسارع انضمام شركات كبرى إلى هذا التوجه، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا لا يتجزأ من منظومات الأمن والدفاع في المستقبل القريب.