أعلنت شركة Midjourney، المعروفة عالميًا في مجال توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، عن إطلاق أول نموذج لها لتوليد الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي يحمل اسم V1. يمثل هذا النموذج خطوة جديدة وطموحة نحو مستقبل المحتوى المرئي المُبتكر.
نموذج V1: من صورة إلى فيديو إبداعي
يعتمد نموذج V1 على تقنية التحويل من صورة إلى فيديو. يمكن للمستخدمين تحميل صورة ثابتة، سواء كانت من إنشائهم أو من نماذج Midjourney السابقة، ليقوم V1 بإنشاء أربعة مقاطع فيديو قصيرة، مدة كل منها خمس ثوانٍ، مستندة إلى تلك الصورة. ويُذكر أن النموذج متاح فقط عبر منصة Discord، ويعمل حاليًا من خلال الويب فقط.
منافسة محتدمة مع أبرز الأسماء
يدخل نموذج V1 من Midjourney في سباق محتدم مع نماذج الفيديو بالذكاء الاصطناعي التي طورتها شركات كبرى، مثل Sora من OpenAI، وGen 4 من Runway، وFirefly من أدوبي، وVeo 3 من جوجل.
ورغم أن معظم هذه النماذج تركز على الاستخدامات التجارية كالإعلانات أو الإنتاج السينمائي، إلا أن Midjourney تتبع نهجًا مختلفًا. فهي تسعى لإبراز الجانب الإبداعي من الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها الخيار المفضل للفنانين والمصممين الذين يبحثون عن أدوات توليد مرئي ذات طابع فني وخيالي.
Introducing our V1 Video Model. It’s fun, easy, and beautiful. Available at 10$/month, it’s the first video model for *everyone* and it’s available now. pic.twitter.com/iBm0KAN8uy
— Midjourney (@midjourney) June 18, 2025
أهداف مستقبلية طموحة
بحسب ما صرح به الرئيس التنفيذي ديفيد هولز، فإن الشركة تسعى لما هو أبعد من إنتاج مقاطع إعلانية أو محتوى خلفي للأفلام. هدف Midjourney هو الوصول إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على محاكاة “عوالم مفتوحة في الزمن الحقيقي”. كما تشمل الخطوة التالية تطوير نماذج للعرض ثلاثي الأبعاد، بالإضافة إلى تقنيات مرئية تعتمد على الزمن الحقيقي.
تحديات قانونية مع استوديوهات هوليوود
تزامنًا مع إطلاق النموذج الجديد، تواجه Midjourney دعوى قضائية من شركتي ديزني ويونيفرسال. وتتهم الدعوى الشركة باستخدام صور لشخصيات خاضعة لحقوق النشر، مثل هومر سيمبسون ودارث فيدر، ضمن نتائج توليد الصور.
كما تعكس هذه القضية الصراع المتزايد بين شركات الإنتاج الفني وأدوات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظل المخاوف من تراجع دور المبدعين البشر أمام التقنيات الجديدة.
أسعار الاستخدام: الفيديو أغلى من الصورة
أوضحت Midjourney أن تكلفة توليد الفيديو أعلى بثماني مرات من توليد الصور. ما يعني أن المستخدمين قد يستنفدون رصيدهم الشهري بشكل أسرع إذا ركزوا على إنتاج الفيديو. وتبدأ خطة الاشتراك الأساسية بـ10 دولارات شهريًا، فيما توفر الخطط الأعلى بسعر 60 و120 دولارًا إمكانية التوليد غير المحدود ضمن وضع “Relax” البطيء.
إعدادات تحكم مخصصة للمستخدمين
يوفر نموذج V1 خيارات مخصصة تمنح المستخدمين مرونة في التحكم بنتائج الفيديو. على سبيل المثال، يمكن تفعيل خيار الحركة التلقائية لتحريك الصورة بشكل عشوائي، أو اختيار الحركة اليدوية التي تتيح للمستخدم كتابة وصف دقيق للحركة المطلوبة.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح النموذج التحكم بدرجة حركة الكاميرا والموضوع عبر تحديد مستوى “حركة منخفضة” أو “حركة عالية”، مما يساعد في ضبط الإخراج حسب الرغبة. والأهم من ذلك، يمكن للمستخدمين تمديد مدة الفيديو من 5 ثوانٍ إلى 21 ثانية، من خلال أربع زيادات متتالية تمنحهم وقتًا أطول لتجسيد المشهد.
midjourney introduces video generation and it’s surpassing all my expectations. pic.twitter.com/lWqakbSTVV
— Phi Hoang (@apostraphi) June 18, 2025
انطباعات أولية: خيال بصري بلمسة Midjourney
رغم أن المقاطع الناتجة لا تبدو واقعية بشكل كامل، إلا أنها تتميز بأسلوب بصري فني أقرب للخيال. وقد لاقت العروض الأولى استحسان المستخدمين، رغم استمرار المقارنات مع النماذج المنافسة التي تسبقها زمنيًا في السوق.
مستقبل واعد لتوليد الفيديو الإبداعي
في النهاية، يمثل إطلاق نموذج V1 من Midjourney خطوة مهمة نحو مستقبل توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي، حيث يجمع بين الإبداع الفني والتحكم الدقيق. وبينما لا تزال المنافسة قائمة مع شركات تقنية كبرى، تواصل Midjourney التميز من خلال تقديم أدوات تلهم المبدعين وتفتح آفاقًا جديدة في إنتاج المحتوى المرئي. ومن المتوقع أن يشهد هذا المجال تطورات سريعة، خاصة مع توجه Midjourney نحو النماذج ثلاثية الأبعاد والمحاكاة الفورية، ما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في سباق الابتكار البصري.