يترقب المستثمرون حول العالم تداعيات الهجوم الأميركي المفاجئ على المنشآت النووية الإيرانية، وسط مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع أسعار النفط، وتوجه واسع نحو الملاذات الآمنة مثل الدولار والذهب.
الأسواق تفتح على قلق… لكن بورصات الخليج تهدأ
رغم الهجوم، أظهرت مؤشرات بورصات الشرق الأوسط التي تتداول أيام الأحد حالة من الاستقرار. فقد سجلت بورصات قطر والسعودية والكويت ارتفاعات طفيفة، في حين بلغ مؤشر تل أبيب الرئيسي أعلى مستوياته على الإطلاق، ما يعكس افتراض المستثمرين لسيناريو معتدل حتى الآن.
تصريحات متضاربة بين واشنطن وطهران
في خطاب متلفز، وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الضربة بأنها “نجاح عسكري مذهل”، مؤكداً أن “المنشآت النووية الرئيسية في إيران تم تدميرها بالكامل”. لكنه لوح أيضًا باستمرار العمليات إذا لم توافق إيران على السلام. ومن جانبها، حذرت طهران من “عواقب أبدية”، مؤكدة أنها تحتفظ بكافة الخيارات للدفاع عن نفسها.
توقعات باضطراب الأسواق العالمية
قال مارك سبيندل، الرئيس التنفيذي لشركة Potomac River Capital، إن الأسواق “ستشعر بالذعر في البداية”، متوقعًا أن تشهد أسعار النفط ارتفاعًا فوريًا. وأضاف “نحن أمام حالة من الغموض… لا نملك تقييمًا دقيقًا لحجم الأضرار، وما زلنا منخرطين في التصعيد. هذا سيزيد من حالة عدم اليقين والتقلبات، خاصة في قطاع النفط”.
العملات الرقمية… مؤشر جديد لمعنويات المستثمرين
في مؤشر لردة فعل المستثمرين الأفراد، تراجعت عملة الإيثر بنسبة 5٪ يوم الأحد، لتصل خسائرها منذ بدء الضربات الإسرائيلية ضد إيران في 13 يونيو إلى 13٪، ما يعكس قلقًا حقيقيًا في أوساط المستثمرين الصغار.
مضيق هرمز في دائرة الخطر
حذر محللون من أن إيران قد ترد على الهجوم الأميركي عبر استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، خصوصًا البنية التحتية النفطية في دول الخليج مثل العراق، أو تعطيل الملاحة في مضيق هرمز.
يُعد مضيق هرمز شريانًا حيويًا لتصدير النفط من دول كالسعودية، والإمارات، والكويت، والعراق، وأي تعطيل لحركة الشحن فيه قد يدفع بأسعار النفط إلى مستويات قياسية.
تأثيرات محتملة على التضخم والفائدة
يرى خبراء أن ارتفاع أسعار النفط سيؤثر سلبًا على مستويات التضخم العالمية، ما قد يُضعف ثقة المستهلكين ويُبعد احتمالات خفض أسعار الفائدة في المدى القريب. وقد يكون لهذا تأثير مباشر على النمو الاقتصادي في الأسواق الكبرى.
أزمة جيوسياسية تشعل الأسواق
تشير المؤشرات الأولية إلى أن العالم قد يكون على أعتاب موجة جديدة من التقلبات الاقتصادية، حيث يفرض التصعيد العسكري بين واشنطن وطهران تحديات كبيرة على استقرار أسواق الطاقة والمال. ويظل مضيق هرمز نقطة الارتكاز لأي تصعيد قادم.