في تطور خطير قد يعيد رسم ملامح التوتر في الشرق الأوسط، نفذت القوات الأمريكية هجومًا استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية يوم الأحد. هذا التحرك المفاجئ أثار موجة من ردود الفعل الدولية، تراوحت بين التأييد الصريح، والقلق الشديد، وحتى الإدانة المطلقة.
إسرائيل: قرار جريء من ترامب “سيغير التاريخ”
أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجوم الأمريكي، واصفًا إياه بـ”القرار الجريء” من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واعتبر نتنياهو أن هذه الخطوة ستحول مجرى التاريخ، حيث قال “قراركم بضرب منشآت إيران النووية بقوة أميركا العادلة سيُسجل في التاريخ… لقد منعتم أخطر نظام في العالم من امتلاك أخطر سلاح”.
إيران: انتهاك صارخ للمواثيق الدولية
من جانبها، نددت طهران بشدة بالهجوم، حيث صرح وزير الخارجية عباس عراقجي أن الولايات المتحدة انتهكت ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف “الهجوم على منشآتنا النووية السلمية تصرف إجرامي ستكون له عواقب دائمة. إيران تحتفظ بكافة الخيارات للدفاع عن سيادتها وشعبها”.
الأمم المتحدة: التصعيد خطر على الأمن الدولي
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قلقه البالغ من استخدام القوة في منطقة تعيش على حافة الانفجار. ووجه نداءً عاجلًا لكافة الأطراف “ما حدث يمثل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين… لا يوجد حل عسكري. الطريق الوحيد هو الدبلوماسية، والأمل الوحيد هو السلام”. كما أعرب عن خشيته من أن يؤدي هذا التصعيد إلى “دوامة من الفوضى” في لحظة حرجة من التوتر الإقليمي.
بريطانيا: لا لإيران نووية… لكن الحل سياسي
أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا عالميًا، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة الحل السلمي. ودعا إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرًا إلى أن الاستقرار في الشرق الأوسط هو أولوية قصوى.
الاتحاد الأوروبي: دعوة عاجلة لوقف التصعيد
من بروكسل، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وغردت قائلة “لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي. نحث الجميع على العودة للمفاوضات فورًا، وسنناقش التطورات الطارئة غدًا”.
المعارضة الإيرانية: كفى حربًا ومشاريع غير وطنية
في موقف مفاجئ، رحبت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بنهاية المشروع النووي الذي وصفته بـ”غير الوطني والمكلف”. وأكدت أن على المرشد الأعلى علي خامنئي التنحي، محملة إياه مسؤولية هدر ثروات البلاد بما يقدر بتريليوني دولار.
قطر ودول الخليج: قلق وتحذير من كارثة
أعربت قطر عن أسفها لما بلغته الأمور من تصعيد، وأكدت على ضرورة العودة إلى المسارات الدبلوماسية لتفادي تداعيات كارثية على الإقليم والعالم. كما أصدرت سلطنة عمان والكويت بيانات مشابهة دعت فيها إلى وقف التصعيد واحترام القانون الدولي، بينما اكتفت الإمارات بالتعبير عن قلقها من تطورات الموقف.
العراق ومصر: لا للحل العسكري
أدان العراق الضربة الأمريكية محذرًا من تداعياتها على الاستقرار الإقليمي. وشدد على أن التصعيد لن يؤدي إلا إلى تعقيد الأوضاع. مصر بدورها أعربت عن قلق بالغ، ورفضت أي انزلاق نحو الفوضى، مؤكدة أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمات.
روسيا وأمريكا: انقسام داخلي ودولي
اعتبر دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن ترامب بدأ “حربًا أميركية جديدة”، وندد بما وصفه بالعدوان على إيران. في المقابل، داخل الولايات المتحدة، وجه زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز انتقادات حادة لترامب، واتهمه بتجاوز الكونغرس ودفع البلاد نحو صراع كارثي دون تفويض قانوني.
مواقف عالمية: رفض للتصعيد ودعوات للحوار
أصدرت دول مثل اليابان، نيوزيلندا، أستراليا، المكسيك، تشيلي، وفنزويلا بيانات متشابهة تدعو إلى التهدئة والعودة للحوار. كما دانت كوبا ما وصفته بـ”عدوان خطير” ينتهك القانون الدولي، بينما أعربت ألمانيا وإيطاليا عن أملها في بدء مفاوضات مباشرة لإنهاء التوتر.
حماس والحوثيون: إدانة واتهامات بالعدوان
نددت حركة حماس بالهجوم واعتبرته نموذجًا لسياسة الهيمنة عبر القوة. من جانبهم، وصف الحوثيون الضربات بأنها “عدوان سافر” وانتهاك للسيادة الإيرانية، محذرين من تداعيات تمس الأمن الإقليمي.
تصعيد خطير قد يعيد خلط أوراق الشرق الأوسط
يمثل الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية لحظة فاصلة في تاريخ الصراع الإقليمي، وقد يفتح الباب أمام موجة جديدة من التوترات. وبينما تحتفي بعض الدول بهذه الضربة، تحذر أطراف أخرى من انفجار وشيك. يبقى السؤال الأهم: هل تتجه المنطقة نحو حرب مفتوحة، أم تعود مجددًا إلى مسار المفاوضات؟