اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إيران بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه قبل ساعات من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أنه أصدر أوامر مباشرة بشن ضربات عسكرية جديدة على العاصمة الإيرانية طهران.
وقال كاتس في بيان رسمي إن القوات الإسرائيلية “ستواصل عمليات مكثفة تستهدف أصول النظام والبنى التحتية للإرهاب في طهران”، معتبرًا أن ما وصفه بـ”الخرق الإيراني الصريح” للهدنة يشكل تهديدًا لا يمكن التغاضي عنه.
طهران تنفي.. وتحمل إسرائيل المسؤولية
في المقابل، نفت إيران الاتهامات الإسرائيلية بشكل قاطع. ونقلت وكالة “نور نيوز” الإيرانية، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي، عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة تأكيدها أنه “لم يتم إطلاق أي صواريخ باتجاه إسرائيل في الساعات الماضية”، معتبرة أن تل أبيب تسعى إلى افتعال مواجهة جديدة.
وأكد مجلس الأمن القومي الإيراني في بيان أن “القوات الإيرانية ستبقى في حالة تأهب تام، وسترد بقوة على أي اعتداء من جانب العدو”، مشيرًا إلى أن إسرائيل وافقت على الهدنة بعد أن “أجبرت على القبول بالهزيمة”.
ترامب أعلن الهدنة.. وسرعان ما انهارت
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أعلن في منشور على منصة “تروث سوشيال” بدء سريان وقف إطلاق النار، حيث كتب: “الهدنة دخلت حيز التنفيذ. الرجاء عدم خرقها!”. وجاء الإعلان بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري بين الجانبين.
وأكدت كل من إسرائيل وإيران آنذاك التزامهما بوقف إطلاق النار، إلا أن التطورات الميدانية شكلت اختبارًا مبكرًا لمدى صمود الاتفاق.
خسائر بشرية من الجانبين قبل التهدئة
بحسب خدمة الإسعاف الإسرائيلية، تم قتل أربعة أشخاص في مدينة بئر السبع جنوب البلاد جراء هجوم صاروخي إيراني قبل سريان الهدنة. من جانبها، أعلنت طهران عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم عالم نووي، في قصف إسرائيلي استهدف مبنى سكنيًا شمال إيران.
نتنياهو: حققنا أهدافنا بدعم أميركي
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي إن الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل في 13 يونيو الجاري “حقق أهدافه”، والمتمثلة في “تدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني والقدرات الصاروخية لطهران”.
وأشاد نتنياهو بالدعم الأميركي قائلًا: “تشكر إسرائيل الرئيس ترامب والولايات المتحدة على الدعم الدفاعي والمشاركة في مواجهة التهديد النووي الإيراني”.
مستقبل التهدئة بين الشكوك والتصعيد
في ظل تبادل الاتهامات بين إسرائيل وإيران بشأن خرق وقف إطلاق النار، تظل فرص استعادة الهدوء في المنطقة محدودة. وبينما تحذر طهران من أي اعتداء جديد، تصر تل أبيب على حقها في الرد على ما تصفه بـ”التهديدات الإيرانية المستمرة”. هذه التطورات تنذر بجولة جديدة من التصعيد، ما لم تبذل جهود دبلوماسية عاجلة لتثبيت التهدئة وتجنب انفجار أوسع في الشرق الأوسط.