شهدت الأسواق العالمية تحولات لافتة يوم الثلاثاء، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. هذا الإعلان المفاجئ جاء بعد أيام من التصعيد العسكري، حيث قصفت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية.
انخفاض حاد في أسعار النفط
في ظل تراجع حدة التوترات، انخفض سعر خام برنت بنسبة 3٪ ليصل إلى 69.11 دولارًا للبرميل، بعد أن كان قد هبط 7٪ يوم الإثنين. كما تراجع خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 3.2٪ ليبلغ 66.32 دولارًا. ويُعزى هذا الانخفاض إلى انحسار المخاوف حول إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم ممرات شحن النفط في العالم.
أسواق الأسهم تنتعش رغم التهديدات
رغم إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عن أوامر بشن ضربات على طهران ردًا على ما وصفه بانتهاك إيراني للهدنة، فإن الأسواق تجاهلت هذه التصريحات. إيران من جانبها نفت أي خرق لوقف إطلاق النار.
الأسهم الأمريكية سجلت ارتفاعًا، حيث صعدت عقود S&P 500 بنسبة 0.9٪، وناسداك بنسبة 1.1٪. أما مؤشر Stoxx 600 الأوروبي فارتفع 1.4٪، مع أداء قوي لأسهم قطاع السفر. وفي آسيا، قفز مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 2.2٪، فيما ارتفع مؤشر نيكاي الياباني 1.1٪.
تباين في سوق السندات الأوروبية والأميركية
في المقابل، تأثرت أسواق السندات الأوروبية بمسودة ميزانية ألمانيا التي تتضمن استثمارات قياسية تتطلب اقتراضًا إضافيًا. ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 30 عامًا بمقدار 8 نقاط أساس، و5 نقاط على سندات العشر سنوات.
هذه التحركات امتدت إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث صعد العائد على السندات الأميركية لعشر سنوات إلى 4.34٪، والبريطانية إلى 4.51٪، لكن التوقعات بخفض الفائدة الأميركية ساهمت في كبح الارتفاعات.
هل اقترب خفض الفائدة في الولايات المتحدة؟
يراقب المستثمرون عن كثب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. نائبة رئيس الفيدرالي للرقابة، ميشيل بومان، أشارت إلى أن وقت خفض الفائدة قد اقترب، في ظل بوادر تباطؤ في سوق العمل. وكان عضو مجلس الاحتياطي كريستوفر والر قد صرح بأنه قد يؤيد خفضًا في اجتماع نهاية يوليو. كما سيتحدث رئيس الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس اليوم، ومن المتوقع أن يكون حذرًا حيال التوقعات بخفض قريب.
الدولار يتراجع مع صعود اليورو والين
تراجعت العملة الأميركية بنسبة 0.77٪ أمام الين الياباني لتصل إلى 145.0 ين، بعد أن كانت قد بلغت 148 ينًا في وقت سابق. كما ارتفع اليورو 0.2٪ ليسجل 1.1602 دولار.
استفادت كل من اليابان والاتحاد الأوروبي من انخفاض أسعار النفط، نظرًا لاعتمادهم الكبير على واردات الطاقة، خلافًا للولايات المتحدة التي تُعد مصدرًا صافياً للنفط والغاز.