أعلنت شركة إنتل (Intel) عن قرار مفاجئ بإغلاق قسم تصنيع رقاقات السيارات، في خطوة تعكس توجه الشركة نحو التركيز على مجالاتها الأساسية في الحوسبة والبيانات. يأتي هذا القرار بعد سنوات من الاستثمار الكبير في قطاع رقاقات السيارات، وسط تحديات مالية وتحولات استراتيجية داخل الشركة.
أسباب إغلاق قسم رقاقات السيارات في إنتل
في مذكرة داخلية اطلعت عليها صحيفة The Oregonian، أعلنت شركة إنتل عن قرارها بإنهاء أعمال رقاقات السيارات ضمن مجموعة الحوسبة الموجهة للعملاء. وذكرت المذكرة أن هذا القرار يأتي كجزء من الجهود الاستراتيجية التي تتبعها الشركة. كما أكدت إنتل التزامها بضمان انتقال سلس لعملائها خلال هذه المرحلة الانتقالية. وبالتالي، تعكس هذه الخطوة تغيراً واضحاً في أولويات الشركة وتوجهها نحو مجالات أخرى.
يرجع هذا القرار إلى إعادة هيكلة شاملة للشركة بعد خسائر مالية متكررة في السنوات الأخيرة، حيث تسعى إنتل إلى تركيز مواردها على قطاعات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
استثمارات إنتل في رقاقات السيارات
على الرغم من إغلاق القسم، كانت إنتل قد ضخت استثمارات ضخمة خلال السنوات الماضية في تقنيات رقاقات السيارات. وتشغل تقنيات إنتل حالياً أكثر من 50 مليون سيارة حول العالم، وتضمنت جهودها إطلاق رقاقات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين أنظمة الملاحة والمساعدات الصوتية. كما أعلنت الشركة عن خطط لإدخال معالجات Arc GPU إلى قطاع السيارات، مما يعكس طموحها في تطوير تجربة القيادة الذكية.
استحواذ إنتل على Mobileye وخطط التسريح
في عام 2017، استحوذت إنتل على شركة Mobileye المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية مقابل 15 مليار دولار، ولا تزال تحتفظ بحصة الأغلبية فيها رغم الطرح العام الأولي لـ Mobileye.
وفي إطار خطة إعادة الهيكلة، أعلن الرئيس التنفيذي الجديد ليب بو تان في أبريل 2025 عن ضرورة تقليص عدد العاملين خلال الربع الثاني من نفس العام، ما يشير إلى عمليات تسريح محتملة في أقسام مختلفة بالشركة، بما في ذلك المصانع.
المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية
تأتي هذه الخطوة وسط منافسة شديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، حيث تركز إنتل على تعزيز مكانتها في البنية التحتية للبيانات والحوسبة المتقدمة، بعد أن شهدت تغييرات استراتيجية كبيرة خلال الفترة الأخيرة.